دخلت الولاياتالمتحدة على خط الأزمة المستحكمة بين بغداد وإقليم كردستان فأجرى مستشار وزير الخارجية الأميركي بريت ماكورك سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين في بغداد، في مقدمهم رئيس الحكومة نوري المالكي، على ان يزور خلال يومين كردستان للقاء رئيس الاقليم مسعود بارزاني. وقال ماكورك خلال لقائه عدداً من الصحافيين في مقر السفارة في بغداد، بينها «الحياة»، اول من امس ان زيارته تأتي في اطار استكمال الجهود الاميركية لحل «الأزمات وأبرزها الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان». وأضاف ان «واشنطن وجهت رسائل الى كل الكتل السياسية تطلب إليها ضرورة تقديم التنازلات ومناقشة الخلافات وفق الاطر الدستورية والقانونية». ورحب ماكورك بالاجتماع الذي جرى بين وفد يمثل كتلة «التحالف الوطني» والقيادة الكردية، ولفت الى ان «حل الخلافات بين بغداد واربيل ضروري في هذه المرحلة»، وأشار إلى «أربع نقاط خلافية، دفع مستحقات الشركات النفطية، وتطبيق المادة 140 في المناطق المتنازع عليها، ومسألة قوات دجلة، ودفع مستحقات البيشمركة». وعلمت «الحياة» ان ماكورك اطلع على وجهة نظر المالكي وسينقلها إلى بارزاني. وكان وفد من كتلة «التحالف الوطني» ضم كلاً من النائب خالد العطية، ووزير النقل هادي العامري، ومستشار التحالف طارق نجم، التقى بارزاني للمرة الأولى منذ شهور. وأكد النائب عن كتلة «التحالف الكردستاني» حسن جهاد في اتصال مع «الحياة» امس ان الاجتماع بعد «تدخل الولاياتالمتحدة فقد قررت واشنطن التدخل في شكل مباشر في تفاصيل الأزمة فما زال لها نفوذ في العراق». وأوضح ان «لقاء وفد التحالف والقيادة الكردية تناول تهيئة ارضية للحوار وتم الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة لتحديد الازمات العالقة وطرق حلها». وأشار الى ان «بارزاني سيعقد اجتماعاً مع القوى الكردستانية الاثنين المقبل لمناقشة التطورات السياسية». وتابع ان «الولاياتالمتحدة ومنتقدي سياسة الحكومة متفقون على ضرورة العمل لتطويق الازمة والحيلولة دون تفاقمها»، واستبعد «حل الخلافات قريباً، خصوصاً ان عمر الحكومة شارف على الانتهاء». وعن موقف الأكراد من مقاطعة الحكومة والبرلمان بعد زيارة وفد التحالف، أوضح ان «الموقف حتى الآن مع استمرار المقاطعة، والقوى الكردية ستتخذ موقفاً حاسماً خلال ايام».