كشفت مصادر برلمانية عراقية متطابقة في بغداد وأربيل عن وساطة تقودها السفارة الأمريكية بين قيادة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد برئاسة نوري المالكي، فيما فشل رئيس كتلة التحالف الوطني إبراهيم جعفري في استيعاب الخلاف الجديد خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الإقليم الكردي مسعود برزاني، وأشارت هذه المصادر في حديثها ل»الشرق» أن الجعفري اجتمع مع المالكي بعد انتهاء المكالمة الهاتفية وأخبره بتفاصيلها وإصرار الأكراد على عدم تدخل الحكومة الاتحادية في موقفهم من الملف السوري بما يتعلق بأكرادها وفقا لاتفاق وقعه البرزاني معهم دون موافقة أو تنسيق مع الحكومة الاتحادية. وتتهم كتلة التحالف الوطني القيادة الكردية بأنها تلبي الرغبات التركية بلا نقاش، موضحا أن «مساندة تركيا لعمليات إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد تأتي في سياق مشروع أبرم لتقسيم سوريا». في المقابل، قالت مصادر كردية مطلعة ل»الشرق» في اتصال هاتفي مع أربيل، اتصالات رفيعة المستوى جرت من أطراف أمريكية في واشنطن من أجل تحريك وفد دبلوماسي أمريكي سيكلف بحل الخلافات حول نشر قوات اتحادية لغلق معبر الخابور في منطقة «زمار»، وتؤكد هذه المصادر الكردية على أن المبادرة الأمريكية تقوم على فكرة إبقاء الأوضاع على ماهي عليه قبل عام 2003، وإنهاء تدخل القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها لاسيما بعد تهديدات كردية بنشر قوات البشمركة في جميع المناطق المتنازع عليها في حالة إصرار القوات الاتحادية على الانتشار في هذه المناطق على الحدود العراقية السورية. وكانت الحكومة العراقية قد حركت قطاعات من اللواء ال37 وال 38 من الجيش الاتحادي الجمعة الماضية باتجاه المناطق الحدودية مع سوريا بإقليم كردستان، قبل أن تقطع طريقها قوات اللواء الثامن من البشمركة المرابطة في المنطقة، ما أثار أزمة جديدة بين أربيل وبغداد، أضيفت إلى المشاكل العالقة بين الطرفين. وفي هجومها الحاد على حكومة المالكي، انتقدت كتلة التحالف الكردستاني البرلمانية بشدة قرار الحكومة بتحريك القطاعات العسكرية إلى الحدود العراقية السورية، وأكدت أن تدريب المقاتلين السوريين في إقليم كردستان هو حق مشروع على غرار ما فعلته إيران قبل العام 2003 بتدريب مقاتلي فيلق بدر وحزب الدعوة. وقال النائب فرهاد الأتروشي أن «إيران دربت مقاتلي القوات الشيعية في السنوات السابقة وكانت ترسل عناصر فيلق بدر وحزب الدعوة آنذاك لمحاربة الطاغية والقتال ضد نظام صدام «وأشار إلى أن «ما تقوم به كردستان اليوم لا يختلف عما فعلته طهران في عهد صدام». وهاجم الأتروشي ما وصفه ب «الازدواجية الحكومية في التعامل مع اللاجئين السوريين» .