التقى توني بلنكن، مستشار نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، عدداً من السياسيين العراقيين خلال اليومين الماضيين، في محاولة وصفها مطلعون على الحوار بين زعماء الكتل، بأنها تهدف الى تأكيد رفض واشنطن تشكيل الحكومة بعيداً عن «القائمة العراقية»، قبل لجوء رئيس الوزراء نوري المالكي إلى استغلال قرار المحكمة الاتحادية لاستئناف البرلمان جلساته لتشكيل الحكومة، سواء وافقت «العراقية» أو رفضت. وساد الغموض نتائج اجتماعات اربيل بين رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وزعيم «العراقية» اياد علاوي والقيادي في «المجلس الأعلى» عادل عبد المهدي، بعد لقاء بارزاني رئيس الجمهورية جلال طالباني والموفد الأميركي. لكن مصادر موثوق بها أكدت ان بلنكن أبلغ إلى القادة العراقيين رفض واشنطن تشكيل حكومة لا تشترك فيها «العراقية»، ودعا الأكراد الى دعم هذا الخيار. وأضافت المصادر أن «الولاياتالمتحدة تحاول عرقلة تشكيل حكومة تقتصر على تحالف المالكي والصدر والأكراد لأنه تحالف سيكون أقرب الى طهران، لكنها لا تعترض على حكومة شراكة بزعامة المالكي ولم تقرر دعم مرشح بديل له». وعلى رغم تأكيد القادة الأكراد قرب تحالفهم مع المالكي، باعتباره الأقرب إلى تنفيذ شروطهم، على ما قال القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان. لكن رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح قال ل «الحياة» في مقابلة تنشر الأحد المقبل ان معلوماته عن «الاجتماع الأخير بين بارزاني وعلاوي تشير الى أن هناك تقدماً بالنسبة إلى الموافقة على الورقة الكردية». وأكد ذلك عضو الوفد المفاوض عن «العراقية» حسين الشعلان الذي قال إن «نتائج المحادثات مع الجانب الكردي كانت أكثر من ايجابية. اتفقنا على تشكيل حكومة من خلال التوافق وأن لا تشكل من دون ذلك». وعلى رغم أن المعلومات التي أشارت على امتداد الأسابيع الماضية الى إمكان تحقيق تحالف بين «العراقية» و «المجلس الأعلى» و «ائتلاف الكتل الكردستانية»، إلا أن مسؤولين رفيعي المستوى قالوا إن هناك توافقاً على على القبول بإعادة تجديد ولاية المالكي، وإن الحوارات تتجه اليوم نحو الآليات والضمانات التي يمكن أن يقدمها الأخير إلى الأطراف المعترضة على ترشيحه. وتشير هذه المصادر الى أن جولة بلنكن لا تخرج عن هذا الإطار وأن الولاياتالمتحدة تضغط في اتجاه إشراك «العراقية» في الحكومة، على رغم توجيه قادة القائمة انتقادات لاذعة الى واشنطن وموقفها من إعادة ترشيح المالكي. وكان عبد المهدي قال ل «الحياة» بعد لقائه بلنكن أمس بحضور السفير الأميركي جيمس جيفري، وقائد القوات الجنرال لويد اوستن إن «أزمة تشكيل الحكومة دخلت مراحلها النهائية، والكتل السياسية الفائزة تجري مفاوضات وحوارات جادة لتشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية». ونقل بيان عن مكتب عبد المهدي تأكيد بلنكن «استمرار دعم بلاده للتجربة الديموقراطية في العراق»، وأن حكومة بلاده «ترغب في انبثاق حكومة شراكة وطنية من دون تهميش أي طرف».