قال عاملون في قطاع السياحة المصري إن التحذيرات التي أطلقتها بعض الدول الأروبية لرعاياها، بعدم السفر لمصر بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد في أعقاب عزل الجيش للرئيس محمد مرسي، دفعت معدلات إشغالات الفنادق للتراجع خاصة في العاصمة القاهرةوالإسكندرية الساحلية شمال مصر. وأبدى العاملون في السياحة مخاوفهم، من تلقي القطاع ضربات موجعة، تدفع بمؤشراته للتراجع من جديد، بعد نحو عام من التقاط الأنفاس. وفرضت اليابان حظراً منتصف الأسبوع الجاري، على زيارة مواطنيها لمصر، تبعتها المانيا بإصدار تحذير لمواطنيها بالسفر إلى القاهرةوالإسكندرية شمال البلاد . وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية الهامي الزيات، إن إطلاق اليابان حظراً على سفر رعاياها إلى مصر سيكون له أضرار كبيرة على السياحة الثقافية، خاصة بالأقصر وأسوان جنوب مصر. وبحسب الزيات، الإشغالات بفنادق الأقصر وأسوان لا تتجاوز 6% وفى القاهرة، لا تتجاوز 20%، بسبب مصادمات بين مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الجيش والشرطة، أمام مقر الحرس الجمهوري بالقاهرة فجر الاثنين الماضي، راح ضحيتها 53 شخصاً وأصيب المئات. وقال نائب رئيس غرفة شركات السياحة في الأقصر محمد عثمان، إن شركات الطيران العارض (الشارتر)، الإسبانية ألغت رحلتها للأقصر، حيث كانت تقوم برحلة أسبوعياً بعدد وافدين 500 سائح، كما علقت شركات الطيران الشارتر الإنجليزية رحلاتها أيضاً. ويبلغ عدد الغرف الفندقية، في مدينتي الأقصر وأسوان جنوب مصر، نحو 8 آلاف غرفة، فضلاً عن 17 ألف كابينة بالفنادق العائمة، في المجرى الملاحي لنهر النيل بين المدينتين . ويئن قطاع الساحة في مصر، منذ اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي أعقبها اضطرابات سياسية وأمنية، لتتراجع معدلات القطاع بشكل كبير، قبل أن تشهد تحسناً تدريجياً بحلول النصف الثاني من العام الماضي 2012 ، الذي شهد أول انتخابات رئاسية بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسن مبارك خلال ثورة يناير. وبينما علق العاملون في السياحة المصرية، آمالا كبيرة على الاستقرار السياسي في أعقاب تولي الرئيس المعزول محمد مرسي مقاليد البلاد، في يوليو/تموز الماضي، لإعادة الحياة للقطاع، إلا أنه سرعان ما عادت الإضطرابات مع احتجاجات المعارضة المتلاحقة، والتي انتهت بعزل الجيش له مطلع الشهر الجاري. وقال رئيس غرفة شركات السياحة المصرية السابق ورئيس شركة لإدارة الفنادق خالد المناوي، إن تحذيرات بعض الدول الأوربية لمواطنيها بعدم زيارة مصر، بعد الإطاحة بمرسي جاء بنتائج عكسية على حركة السفر الوافدة. وتمثل الدول الأوربية 79% من إجمالي الحركة السياحية الوافدة لمصر سنوياً، وتعد أحد أهم الأسواق المصدرة للسائحين للبلاد. وزار مصر خلال الفترة من يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الماضي نحو 5 ملايين سائح حققوا عائدات بنحو 4 بلايين دولار. وقال المناوي:" على الرغم من أن بعض التحذيرات اقتصرت على ضرورة توخي الحذر من التواجد فى القاهرةوالإسكندرية بسبب الاشتباكات التي وقعت مؤخراً بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول، إلا أن هذه التحذيرات تضر بالمنتجعات السياحية على شاطئ البحر الأحمر شرق مصر البعيدة عن نطاق الاضطرابات. ويوجد فى القاهرة الكبرى نحو 30 ألف غرفة فندقية، في حين تضم منطقة البحر الأحمر وجنوبسيناء شرق وشمال شرق مصر نحو 130 ألف غرفة من إجمالي 225 ألف غرفة عاملة بالبلاد. وقال نائب رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بمدينة مرسى علم المطلة على البحر الأحمر جنوب شرق مصر طارق شلبي، إن الاشغالات السياحية انخفضت من 55% بنهاية يونيو/حزيران الماضى إلى نحو 40% عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر . وأضاف شلبي:" منظمو الرحلات الأجانب يتخفون مما يحدث .. أقدم بعضهم على إلغاء الرحلات الوافدة لمرسى علم". وقال :" بالفعل تم إلغاء رحلات الأسبوع الماضي لسائحين من إيطاليا وروسيا .. الوافدون من هاتين الدولتين يمثلون الجانب الأكبر من زوار المنطقة السياحية". وفي شمال البحر الأحمر بمدينة الغردقة شرق مصر، قال مدحت فخري الذي يمتلك فندقاً فئة 5 نجوم، إن متوسط الاشغالات خلال الأيام الاولى من يوليو الجاري انخفضت من 79% إلى 62% بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها مصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وأضاف فخري:" لا توجد حجوزات جديدة .. الإشغالات تسير نحو الانخفاض" . وقالت مديرة عامة لفندق هلنان فلسطينالإسكندرية حنان وفقي، إن معظم الفنادق بمحافظة الإسكندرية تعاني من ضعف الإشغال. وأضافت وقفي أن العرب كانوا يشغلون النسبة الأكبر من فنادق الإسكندرية، يليهم بعض الأجانب المقيمين لفترات طويلة، والذين يعملون بشركات البترول والموانئ البحرية والسفن بالمدينة، لكن هناك تراجع كبير في الإشغال حالياً. ووفقاً لإحصائيات وزارة السياحة، بلغ عدد السياح العرب خلال الربع الأول من العام الحالي 520 ألف وافد. وقالت المديرة العامة لفندق هلنان فلسطينالإسكندرية، إن معظم الأجانب المقيمين رحلوا عقب أحداث 30 يونيو وما تبعها من توترات وعدم استقرار بالشارع المصري. وأضافت :" هناك إلغاءات تتجاوز 80% لحفلات الإفطار في الفنادق، خاصة من قبل سفارات الدول والشركات .. المؤشرات الحالية غير مطمئنة".