ينشط الفريق المرافق للرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني في درس الخيارات المطروحة لتفعيل العلاقات الخارجية لإيران، علي الصعيدين الاقليمي والدولي. وتحدثت مصادر مطلعة عن رغبة روحاني ارسال وفود رسمية لدول المنطقة، خصوصاً السعودية التي من المحتمل ان يزورها الرئيس المنتخب بنفسه، والدول الخارجية تشرح السياسة الخارجية للرئيس الجديد في شأن الملفات الاقليمية والدولية الساخنة. ونقلت هذه المصادر ان الرئيس روحاني يرغب بالاسراع في الانتهاء من مراسم انتقال السلطة، والتي ستتم في 3 آب (اغسطس)، بموافقة مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي علي تنفيذ نتائج الانتخابات. في حين يتم أداء اليمين القانونية امام رئيس مجلس القضاء الاعلي في مجلس الشوري في اليوم التالي. وهذا ما يؤشر الي رغبة النظام في الاسراع ببدء عمل الحكومة الجديدة، اذ يعطي القانون مهلة اسبوعين لرئيس الجمهورية المنتخب لتقديم التشكيلة الوزارية من اجل استحصال الثقة القانونية من مجلس الشوري. وأكدت المصادر، في هذا الصدد، ان روحاني يضع اللمسات الاخيرة علي تشكيلته الوزارية التي تضم مختلف الاتجاهات السياسية التي تتصف بالاعتدال والخبرة. وقال مصدر في مكتب روحاني ل «الحياة» ان جهوداً تبذل من اجل ترتيب زيارة يقوم بها الرئيس المنتخب للمملكة العربية السعودية، لكنه لم يوضح كونها ستتم بعد تسلمه الرئاسة ام قبله. لكنه اكد انها تأتي في اطار الجهود الرامية الى تحسين العلاقات الايرانية - العربية، والايرانية - الخليجية تحديداً. ونقل المصدر عن روحاني تأكيده ضرورة إعادة صوغ العلاقات مع الدول الآسيوية، لمعالجة الفراغ الذي سببته الدول الغربية في المجال الاقتصادي من جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة علي ايران. ورأي ان روحاني يعتقد بأن العلاقات الايرانية المتعثرة مع الكثير من الدول الاقليمية والخارجية تحتاج الي حوارات مباشرة لشرح مواقف طهران، عبر خطاب سياسي جديد يعتمد علي الشفافية والالتزام وتعزيز الثقة مع المحيطين الاقليمي والخارجي. في موازاة ذلك، اعلن المعاون التنفيذي في الحكومة الحالية حميد بقائي قرب الانتهاء من الترتيبات اللازمة لانتقال الرئاسة في موعدها المحدد، مشيراً الي تقديم الوزراء الحاليين تقارير تتعلق بعملهم في الوزارات المختلفة الى الرئيس المنتخب الذي يستضيفه مجلس الشوري الاحد المقبل على افطار، في رسالة تؤكد رغبة المجلس في التعاون معه لمنح الثقة لأعضاء حكومته الذين يقترحهم امام المجلس الشهر المقبل. ولاحظ رئيس كتلة «الاصوليون السائرون علي نهج الولاية» البرلمانية كاظم جلالي ان هذه الاستضافة تمكن من خلق اجواء التعاون بين المجلس والرئيس من اجل مساعدته علي تنفيذ برامجه على كل المستويات. على صعيد آخر، قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ان فوز روحاني في الانتخابات الرئاسية في معظم المناطق الايرانية، وحتي في القري النائية، تعطي دلالة واضحة على عدم قبول الايرانيين التعصب والتفرد والهروب من القانون وعدم التخطيط، لافتاً الي ان الحكومة الجديدة ترث مشاكل داخلية وخارجية متعددة، خصوصاً في المجال الاقتصادي والسياسي. ودعا رفسنجاني، خلال لقاء عدد من المديرين العاملين في حكومته السابقة وحكومة خلفه الرئيس محمد خاتمي، الايرانيين الي تحمل مسؤولياتهم من اجل مساعدة حكومة روحاني لحل المشاكل التي تعترض البلد، معرباً عن امله في ان تستطيع الحكومة الجديدة معالجة الأخطاء السابقة في الساحة الداخلية والعودة الى المسيرة العقلانية في ادارة الامور، «وفي المجال الخارجي تستطيع التعاطي مع الاسرة الدولية بشفافية واحترام متبادل من اجل ازالة العقوبات الاقتصادية الظالمة ومعالجة التهديدات التي تواجه البلاد من اجل اعادة ايران الي مكانتها في الاسرة الدولية». ورأي ان تشكيل حكومة موسعة تضم جميع الخبرات تستطيع معالجة المشاكل وتحقيق الاهداف المهمة التي تصبو اليها.