أبلغ رئيس القضاء الإيراني صادق لاريجاني الرئيس المنتخب حسن روحاني استعداد القضاء ل «التعاون معه»، فيما روّجت أوساط رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني لأدائه «دوراً محورياً» في جمع «أصوليين وإصلاحيين معتدلين»، ل «تحجيم المتطرفين». والتقى روحاني صادق لاريجاني، الذي أبلغه استعداد القضاء ل «التعاون مع الحكومة الجديدة، في ظل التأكيد على استقلاليته». وقبل ساعات من اجتماعه مع الرئيس المنتخب، وصف صادق لاريجاني الشعارات التي رفعها الأخير حول الاعتدال والعقلانية والأخلاق، بأنها «معقولة ومنطقية»، معرباً عن أمله بإنجازها. والتقى روحاني أيضاً وزير الخارجية علي أكبر صالحي، الذي كان اعتبر أن انتخابات الرئاسة «ستعطي زخماً للعلاقات الإيرانية –الغربية». وتطرّق إلى العلاقات بين طهران وواشنطن، قائلاً لقناة «الميادين»: «تريد إيران حواراً مبنياً على الثقة المتبادلة مع الولاياتالمتحدة». وتحدث عن «رسائل أميركية غير مباشرة، تطرح (إجراء) حوار متوازن مع إيران». في غضون ذلك، دعا رفسنجاني الرئيس المنتخب إلى «الاستفادة المثلى من الفرصة المتاحة أمامه»، ورأى ضرورة استفادة الحكومة المقبلة من «الكوادر الكفوءة والخبيرة والمخلصة، لتغيير الظروف ومعالجة المشكلات المعيشية والاقتصادية». إلى ذلك، أفادت وكالة «رويترز» بأن روحاني أسِف قبل سنوات لإخفاء ايران برنامجها النووي، لكنه ذكّر بأن باكستان والبرازيل فرضتا أمراً واقعاً على المجتمع الدولي، بعدما امتلكت الأولى قنبلة ذرية، فيما خصّبت الثانية اليورانيوم. وأشارت «رويترز» إلى أن روحاني أدلى بتعليقه عندما كان سكرتيراً للمجلس الأعلى للأمن القومي (1989 – 2005)، مشيرة إلى انه قاد وفد بلاده في المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية، بين عامي 2003 و2005. وورد هذا الكلام في خطاب لروحاني عنوانه «التحديات التي تواجه إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن الملف النووي»، أدلى به في خريف 2004 أمام «المجلس الأعلى للثورة الثقافية». ومما قاله في خطابه: «في ما يتعلق بصنع قنبلة نووية، لم نُرِد إطلاقاً التحرك في هذا الاتجاه، ولم نطوّر في شكل كامل بعد قدراتنا الخاصة بدورة الوقود (النووي)، وهذه مشكلتنا الرئيسة». وأضاف: «إذا استطعنا إكمال دورة الوقود (النووي)، ورأى العالم أن لا خيار آخر أمامه وأننا نملك التكنولوجيا (الذرية)، سيتغيّر الوضع. العالم لم يكن يريد لباكستان أن تملك قنبلة ذرية أو أن تملك البرازيل دورة الوقود، لكن باكستان صنعت قنبلتها وامتلكت البرازيل دورة الوقود، وبدأ العالم يعمل معهما. مشكلتنا أننا لم نحقّق أياً من الأمرين، لكننا نوشك على ذلك». وأقرّ روحاني بوجود «نية» في إيران لإخفاء نشاطاتها النووية في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، مستدركاً أنه كان من الأفضل لو لم تفعل ذلك، إذ لو كشفت عن برنامجها منذ بدايته «لما كنا لنواجه أي مشكلة الآن، أو أن مشاكلنا كانت ستكون أقل كثيراً مما هي».