أعلن الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني أمس، أنه «لن ينسى وعوده» الانتخابية، مشيراً إلى انه «سيعتمد منهج الوسطية والاعتدال»، كما حضّ الولاياتالمتحدة على الاعتراف ب «الحقوق النووية» لإيران. وفي أول مؤتمر صحافي بعد انتخابه، قال روحاني إن «الشعب الإيراني هو المنتصر الحقيقي» في الاقتراع، لافتاً إلى انه «سيعتمد منهج الوسطية والاعتدال». وطمأن «الشعب الإيراني العظيم» إلى أنه «لن ينسى وعوده الانتخابية»، مشدداً على أن البلاد «تحتاج الوحدة والوفاق والتفكير في مستقبل ايران». وأكد إن حكومته ستركّز على «خفض التضخم» وتشجيع الإنتاج، إضافة إلى «توفير السلع الأساسية وسد الحاجات الضرورية للمواطنين». كما «ستضع برامج وخططاً عملية، كفيلة بإصلاح الاقتصاد ومعالجة المشكلات». ورأى روحاني أن ايران تحتاج «وحدة وتكاتف»، معتبراً أن انتخابه «يبشّر ببدء مرحلة جديدة». وقال إن انتخابه وتشكيل حكومة جديدة في ايران، سيتيحان «فرصة جديدة للتعامل وتعزيز علاقات إيران دولياً»، معرباً عن أمله بأن «تستفيد دول العالم بأسرها من هذه الفرصة التي تؤدي إلى مصالح متبادلة». وانتقد روحاني العقوبات الأميركية «القاسية جداً» المفروضة على إيران، وزاد: «أي حوار مع الولاياتالمتحدة يجب أن يُجرى في إطار المساواة والاحترام المتبادل وبشروط: يجب ألا تتدخل الولاياتالمتحدة في شؤوننا الداخلية، وان تعترف بحقوق ايران، لا سيما تلك النووية، وان توقف سياستها الأحادية والضغط. والحكومة المقبلة لن تتخلى عن الحقوق المشروعة للبلاد». وكان روحاني زار الأحد ضريح الإمام الخميني، يرافقه حفيد الأخير، حسن الخميني، حيث «جدّد العهد مع الأهداف والمبادئ والقيم السامية لمؤسس الجمهورية». واعتبر أن يوم انتخابه «هو بداية تغيير يطالب به الشعب»، مشيراً إلى أنه زار مرشد الجمهورية علي خامنئي و»هنأه بانتصار الشعب»، وزاد أن الأخير «كانت لديه توجيهات، كما طرحتُ بعض القضايا في اللقاء». إلى ذلك، قال محمد باقر نوبخت، مستشار روحاني للشؤون الاقتصادية، إن الرئيس المنتخب «سيضمّ في حكومته إصلاحيين ومحافظين معتدلين ووسطيين، أو شخصيات لا انتماء سياسياً لها». وأعرب عن «أمل بإمكان استخدام كفاءة» المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف الذي انسحب من السباق الانتخابي، لمصلحة روحاني. واعلن نوبخت أن الحكومة الجديدة ستعيد النظر في خطة رفع الدعم عن سلع أساسية التي طبقتها حكومة الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، قائلاً: «ثمة 3.5 مليون عاطل عن العمل. إذا أوقفنا منح المساعدات للأكثر ثراءً، يمكننا زيادة مساعدات العاطلين عن العمل بأربعة أضعاف. العدالة الاجتماعية تملي ذلك. الطبقات الميسورة لا تحتاج هذه المساعدة، بل الأمن والاستقرار لاستثماراتها». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فدعا روحاني إلى «تشكيل حكومة كفاءات وخبرات تتحلى بروح المسؤولية والإيمان، وتجعل من تطبيق القانون أساساً لعملها، لتسوية مشكلات البلاد، مؤكداً أن «المجلس مستعد للتعاون مع الرئيس المنتخب وحكومته». وفي الإطار ذاته، وقّع 225 نائباً بياناً يفيد باستعدادهم ل»التعاون مع الرئيس المنتخب، بما ينسجم مع الوعود التي قطعها للشعب خلال حملته الانتخابية». رفسنجاني ووصف رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني روحاني بأنه «من عقلاء القوم والعارفين بأسرار الدفاع المنطقي عن الجمهورية والإسلام ووحدة الأراضي الإيرانية»، معتبراً أن «الانتخابات أعطت درساً للمنظّرين في البلاد، بأن لا مكان في ذهن الشعب الإيراني، للتحجّر والممارسات السيئة والإقصاء والاستئثار، وأن التعامل والاعتدال هما افضل لغة للحوار معه». ورأى في الاقتراع «حدثاً اجتماعياً وتحذيراً اقتصادياً واجتماعياً، يبديان امتعاضاً من التعنت وانتهاك القانون والتطرف والتراخي، و(يحضان على) العودة إلى طريق الاعتدال والعقلانية». لكنه دعا إلى التأنّي في التغيير، بقوله إن «الأمطار عندما تتساقط بغزارة، تشكّل فيضانات. لكن إذا تساقطت باعتدال، تغيّر في آنٍ آفاق الطبيعة وواقعها». واعتبر رفسنجاني أن «الانتخابات أعطت الدول المجاورة درساً بأن عليها إدراك قيمة حسن الجوار مع اكثر شعوب المنطقة محبة وحنكة، ووجوب الامتناع عن قرع طبول الخلاف بلا جدوى، والبحث عن مصلحة بلدانها من خلال التعاون مع ايران». في بغداد، علّقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون على انتخاب روحاني، قائلة: «سننتظر تشكيل حكومة جديدة وسأواصل عملي في حض ايران على العمل عن كثب، معي ومع المجتمع الأوروبي، لبناء الثقة في طابع برنامجها النووي».