أعلن فجأة عن تغييرات في القيادات التنفيذية للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني وعن إطاحة مراد قره يلان الذي طالما كان الرجل الثاني في الحزب بعد زعيمه عبدالله أوجلان، ليحل محله كل من جميل بايك وبسه هوزات. أتى ذلك بعد اجتماعات استمرت خمسة أيام تم خلالها إجراء انتخابات على قيادة التنظيم التي سارت في الاتجاه الذي أمر به أوجلان من سجنه عبر رسالة أوصلها نواب من حزب العدالة والسلام الكردي في تركيا . وتضاربت الأنباء والتحليلات حول نتائج هذه الخطوة، ذلك أن المعلومات الواردة من جبال قنديل أفادت بأن هذا التغيير جاء بطلب مباشر من أوجلان من أجل دعم مسيرة الحل التي اتفق عليها مع الحكومة التركية لوقف إطلاق النار وحل القضية الكردية سلماً، عبر إصلاحات سياسية وحوار. وأكدت قيادات الكردستاني في ختام اجتماعاتها وبعد انتخاب القيادة الجديدة، على دعم مسيرة الحل السلمي التي اقترحها أوجلان، علماً أن ذلك يصطدم مع ما عرف عن جميل بايك كونه أكثر تطرفاً من سابقه ومعارض تقليدي لأي حل سلمي مع تركيا ومعروف أيضاً بقربه أكثر من غيره من سورية وهو ما قد لا يطمئن أنقرة في المرحلة المقبلة. اعتبرت صحيفة «مللييت» التركية أن ما حدث انقلاب داخل الحزب «الكردستاني» كرد فعل للجناح المتطرف على مسيرة الحل السلمي. وكان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عقد اجتماعاً بشكل مفاجئ ليل الإثنين مع مستشاره لشؤون الاستخبارات هاكان فيدان ووزير الداخلية معمر غولار ونائب رئيس الوزراء بشير اطالاي لمراجعة آخر التطورات بشأن مسيرة الحل السلمي للقضية الكردية، وتناول هذا التطور من خلال تقارير الاستخبارات. وكانت تطورات وتصريحات زعزعت الثقة في سير خطة الحل على ما يرام ، منها ظهور تنظيم كردي سري ملثم في جزرة ودياربكر تحت اسم «تنظيم الشباب الثوري الكردي» حاول تقديم نفسه على أنه تنظيم أمني كردي يحل محل غياب المنسحبين من حزب العمال الكردستاني من تركيا لضبط الأمن في المدن جنوب شرق تركيا، ما أثار استياءً واسعاً في تركيا، ثم كشفت الحكومة عن تباطؤ في الانسحاب. وأكد أردوغان أن 15 في المئة فقط من المسلحين انسحبوا من تركيا حتى الآن، وأكد أن الإصلاحات السياسية المطلوبة لن يتم اقرارها الا بعد الانسحاب الكامل وفق ما تم الاتفاق عليه. في المقابل تثير أنباء طلب أوجلان فريقاً طبياً مستقلاًّ لزيارته والكشف عليه، القلق في أوساط القوميين الأتراك، إذ اعتبر حزب الحركة القومية أن أوجلان يخطط للخروج من السجن بحجة المرض.