لندن – «أ ف ب» - حذر جهاز الشرطة الأوروبية «يوروبول» في تقريره السنوي، من أخطار يمكن أن يشكلها أوروبيون يقاتلون في مناطق نزاع بعد عودتهم إلى دولهم. وأكد أن عام 2012 «شهد زيادة عدد الأوروبيين الذين يسافرون إلى مناطق النزاعات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لتنفيذ نشاطات إرهابية، ما يعني تنامي خطر النشاطات الإرهابية في المرحلة المقبلة»، مشيراً إلى تغير هياكل الجماعات الإرهابية من شبكات منظمة إلى خلايا صغيرة وإرهابيين منفردين، يتدربون في مناطق نزاعات ويتعلمون تقنيات الاعتداءات من شبكة الإنترنت». وقال مدير جهاز الشرطة الأوروبية روب واينورايت، إن الجماعات الإرهابية ذات التوجه الديني تنتدب رعايا أوروبيين من أجل إرسالهم إلى مناطق نزاع». ولاحظ التقرير أن الأزمة السورية «استقطبت أوروبيين متشددين سافروا للتدرب والقتال، معلناً أن «مئات من الأوروبيين يشاركون في عمليات قتال بسورية، وقد لا يقل عددهم عن 500». وأوضح أن «سورية محطة قريبة للجهاديين الأوروبيين يمكن أن يصلوا اليها عبر تركيا، ومن دون تأشيرات دخول، مقارنة بصعوبات لوجستية يواجهها البعض لبلوغ مناطق وزيرستان القبلية شمال باكستان أو مناطق تسيطر عليها حركة الشباب الجهادية في الصومال». واستنتج التقرير أن «كل تداعيات مشاركة الجهاديين الأوروبيين في القتال بسورية لم تتضح، ولكن قد تؤثر على الأمن الأوروبي بعد عودتهم». وأضاف أن «وضع شمال أفريقيا لا يزال غير مستقر، حيث استهدفت جماعات مسلحة سفارات كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وتعرضت السفارة الفرنسية في العاصمة الليبية طرابلس لعملية تفجير الثلثاء الماضي. كما يتطلب الوضع في مالي مزيداً من اليقظة، لأنه قد يمثل مركز استقطاب لأشخاص يبحثون عن فرص للانخراط في قتال». وأفاد التقرير السنوي للشرطة الأوروبية بأن 219 اعتداءً ارهابياً نفذتها العام الماضي جماعات متشددة ذات توجه ديني ومنظمات يمينية متطرفة وانفصاليون وفوضويون، وأن أجهزة الشرطة في دول الاتحاد اعتقلت 537 مشبوهاً أحيل 400 منهم على محاكم. وأدرج التقرير بين الهجمات الإرهابية ذات الطابع الديني، عملية تفجير باص لسياح إسرائيليين في بلغاريا في 18 تموز (يوليو)، حين قتل 5 إسرائيليين وبلغاري ومشبوه، وكذلك الهجمات التي نفذها محمد مراح في فرنسا. وذكر التقرير أن «الجماعات المتشددة ذات التوجه الديني نفذت 6 اعتداءات إرهابية في أوروبا العام الماضي، بينما لم ترتكب أي منها عام 2011. وارتفع عدد الموقوفين المتشددين من 122 عام 2011 إلى 159 في 2012. كما يستهدف المتشددون رعايا أوروبيين خارج دول الاتحاد، حيث خطف رهائن في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وباكستان والصومال لأغراض إرهابية». ويشكل التقرير استنتاجاً مشتركاً لبيانات قدمتها دول الاتحاد الأوروبي إضافة إلى روسيا وكرواتيا وكولومبيا وآيسلندا وسويسرا وتركيا والولاياتالمتحدة، كما تحصل «يوروبول» على معلومات من مركز التحليل الاستخباراتت التابع للاتحاد الأوروبي، ومكتب منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد. ويحذر التقرير من «الأخطار الإرهابية المحدقة» بعد تزايد عدد الاعتداءات في دول الاتحاد العام الماضي وسقوط 17 قتيلاً فيها، مشيراً إلى أنه «رغم ضعف قيادة تنظيم القاعدة بتأثير الضربات العسكرية في الأعوام الأخيرة، لا تزال تهديدات الجماعات المتطرفة ضد أهداف مدنية مصدرَ خطر بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، ومصالح الدول الأعضاء في الخارج». وفي بريطانيا، دين ثلاثة إسلاميين بريطانيين بالسجن بتهمة تخطيط اعتداءات بدعم من «القاعدة»، كان يمكن أن تكون أكثر دموية من اعتداءات لندن في 7 تموز (يوليو) 2005، حين قتل 52 شخصاً. وقضت محكمة «ووليك» في لندن بسجن عرفان ناصر (31 سنة)، القائد المزعوم للمجموعة مدى الحياة، وخفضها إلى 18 سنة. أما المتهمان الآخران عرفان خالد وعاشق علي، فحكم عليهما بالسجن 18 سنة للأول و15 سنة للثاني، بتهمة تحضير الاعتداءات بين عيد الميلاد 2010 وأيلول (سبتمبر) 2011. واعتزمت المجموعة القادمة من برمنغهام (وسط) تفجير 8 قنابل موضوعة في حقائب ظهر وقنابل أخرى تفجر باستخدام جهاز للتحكم من بعد في أماكن مكتظة لم يحددها التحقيق. وخاطب القاضي ريتشارد هنريك المتهم عرفان ناصر بالقول إن «مؤامرتك حظيت بمباركة القاعدة، وكنت تنوي تجاوز أهداف التنظيم». وأضاف: «لا أشك في أنك كنت ستمضي في خططك لولا تدخل السلطات، وتتحمل مسؤولية إرسال أربعة شبان إلى باكستان للتدرب على الإرهاب».