رمضان فرصتنا الجديدة (والجديدة دائماً!) لنردد الوهمَ الضروريَّ البديعَ بأننا سنصير أجملَ من مرايا بيتنا عمّا قريبِ ... رمضان فانوسُ التحيّاتِ الخبيءُ: لَكَمْ يضيءُ على جدارِ القلبِ من صور الذين تساقطوا بجوانب الطرقاتِ ما بين الحبيبةِ والحبيبِ... رمضان يعطينا الذي ننساه في شوط الفجيعة كلَّ يومٍ: منذ صافرةِ الصباح الرثِّ إذ يندس في ورقِ التواقيعِ الأنيقةِ مثلِ أثوابِ الذين تأقلموا معها بترتيبٍ مريبِ ... حتى خسارتِنا الأخيرة) والأخيرة دائماً!) لمّا تؤنبنا رجولتنا على توبيخِ بنت الناسِ حين تظنُّ أن حكايةً خضراء (كالمعتاد: عن فشل الصديقاتِ الذريعِ أمام لغز جمالها) ستبلِّلُ الليلَ المكرَّرَ بالندى البكر الغريبِ... رمضان تاريخُ الحواري مبهمُ الأبطالِ، أو نقشُ الجواري البيضِ أزمَتَهُن بالطبقِ الهنيءِ على يد الجوّالِ، أو سلوى دراما المبعدين: يدُ الخِفافِ على الثِّقالِ: مقامُ ملحمةِ المهمش حينما ينقض ع الراوي ليخنق صوته المعجونَ بالحدثِ الطريبِ... رمضان جَنّتُك التي لمستْ يديك، فلم تقاوم وجهَ أمِّك (زوجةِ الإنسانِ آدمَ) حينما أكلا بملعقة الفضول البابليِّ، معاً، من الشجر العجيبِ... فحلفت أن تردي الذي أغواهما بالجوع، فاحتفلت بك الأرضون واحتفت السماوات القريبة من مدى كفيك: أنت تمد تحت ظلالها سجادة الشَّرِهِ المنيبِ! فما انقضت منها ثلاثون المنى حتى رجعت تعض أصبعك البريء وتملأ الأطفالَ من حلوى الفضيلةِ في الجيوبِ... أوَ يحسبُ المسكينُ أن لن ينتهي من بعد رُوحانيةٍ عجلى لجدوله الرتيبِ! * شاعر سعودي وطالب في جامعة ييل الأميركية.