عقد في رام الله اول من أمس لقاء نادر بين أعضاء في مركز حزب «ليكود» اليميني الحاكم وحركة «شاس» الدينية (يمين وسط) وبين مسؤولين فلسطينيين، بينهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، وعضوا اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث ومحمد المدني، وعدد من الناشطين والكوادر. وجاء اللقاء بدعوة من تحالف السلام الفلسطيني وتحالف السلام الإسرائيلي اللذين يمثلان «مبادرة جنيف». وقال مدير مكتب «تحالف السلام الفلسطيني» نضال فقها أن اللقاء الذي ضم 45 عضواً من مركز «ليكود» و15 عضواً من مركز «شاس» هدف الى «اختراق جبهة اليمين ويمين الوسط التي تؤثر في القرار السياسي في اسرائيل من خلال وجودها في الكنيست والحكومة». وأضاف: «دائماً نتحدث مع اليسار في اسرائيل المؤيد لحل الدولتين، لكن آن الأوان للوصول الى الجهات الرافضة لهذا الحل وإقناعها بجدواه للشعبين». وخاطب عبد ربه اعضاء الوفد الإسرائيلي قائلاً: «أنا غير متفائل بفرص السلام بسبب ممارسات الحكومة الإسرائيلية ومواقفها، لكن كسياسي لا أسمح لنفسي بالتشاؤم». وأضاف: «بذلنا في الماضي كل جهد ممكن للتوصل الى اتفاق سلام ينهي الصراع، لكن جهودنا اصطدمت برفض اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ومواصلة الاستيطان». وقال ان الجانب الفلسطيني يرحب بجهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري من اجل استئناف المفاوضات، لكن من يصنع السلام في النهاية هما الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي». وتابع: «واهم من يعتقد ان الاقتصاد يصنع السلام، لا يوجد حل آخر غير سياسي في ظل احتلال يقيم حاجزاً عسكرياً كل عشرة كيلومترات». وقال ان الجانب الفلسطيني مستعد للذهاب الى ابعد مدى من اجل تحقيق سلام يقوم على حل الدولتين على حدود عام 1967 الذي اعتبره مهماً للشعبين، من دون ان يفصح عن طبيعة هذه الخطوات، مضيفاً أن الجانب الفلسطيني يتخذ موقفاً مسؤولاً عندما يصر على تلقي ضمانات لإنجاح عملية التفاوض». وقال شعث: «لا اعتقد انه يمكننا التوصل الى اتفاق من خلال الوساطة الأميركية وحدها. اعتقد ان الوصول الى سلام من خلال حل الدولتين لا زال ممكناً». وأضاف: «نحن الفلسطينيين لم نفقد الأمل بالوصول الى اتفاق، كيري غادر المنطقة بعد زيارته الأخيرة وهو يشعر بأنه يجب عمل المزيد من اجل العودة الى طاولة المفاوضات». على هذا الصعيد، من المتوقع ان يرجئ كيري زيارته للمنطقة التي كانت مرتقبة بعد غد الخميس بعد الإعلان عن نقل زوجته تريزا (74 سنة) الى مستشفى في بوسطن في وضع خطير. ونقل موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مصادر أميركية أن دخول تريزا المستشفى قد يؤدي لتأجيل زيارة كيري للمنطقة، خصوصاً بعد تقدير وضعها الصحي بالخطير جداً، اذ يلازم وزير الخارجية المستشفى لمواكبة وضعها الصحي. في هذه الأثناء، قالت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني ان مرور الوقت من دون اي تقدم في عملية السلام لا يخدم مصلحة إسرائيل، معتبرة ان الجمود الحالي اقتراب من نقطة اللاعودة في العملية السياسية. وأفادت وكالة «سما» بأن كلامها جاء خلال اجتماع ظهر أمس في الكنيست شارك فيه وزراء من مجموعة التأييد لمسيرة السلام مع الفلسطينيين وبمشاركة الوزير الفلسطيني السابق اشرف العجرمي والأكاديمي الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي. ورأت ان هناك تأييداً واسعاً بين الجمهور الإسرائيلي لفكرة الدولتين للشعبين. استطلاع الى ذلك، نشرت صحيفة «معاريف» العبرية استطلاعاً كشف أن 44 في المئة من الذين صوتوا لصالح حزب «ليكود بيتنا» في الانتخابات الماضية لا يعتقدون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسعى الى إيجاد صيغة لحل الدولتين. ولفت الاستطلاع إلى أن 58 في المئة من الإسرائيليين لا يصدقون أن رئيس الحكومة ينوي تحقيق اتفاق لحل الدولتين، ومن بينهم 44 في المئة من مصوّتي «ليكود بيتنا»، بينما يرى 31 في المئة عكس ذلك. وأضاف أن 60 في المئة من مصوتي «إسرائيل بيتنا» و66 في المئة من مصوتي حركة «شاس» غير راضين عن أداء رئيس الحكومة في المجال السياسي، في مقابل 37 في المئة راضين و12 في المئة لا رأي لهم.