استضاف الرئيس محمود عباس امس عشرات الشخصيات السياسية والاكاديمية الاسرائيلية، ووجه عبرها رسالة سلام الى المجتمع الاسرائيلي حملت تحذيراً من فقدان حل الدولتين. وضم وفد الشخصيات الاسرائيلية اعضاء كنيست من احزاب «كديما» و «العمل» و «ميرتس»، واكاديميين وناشطين في احزاب «شاس» وعضو في اللجنة المركزية لحزب «ليكود» برئاسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال عباس ان الجانب الفلسطيني جاهز للتوصل الى اتفاق سلام على حدود عام 1967 مع تبادل اراض ليصار بعدها الى الاتفاق على باقي القضايا الجوهرية. وأضاف للاسرائيليين ان السلطة الفلسطينية نجحت «في تحويل ثقافة العنف الى ثقافة سلام» وان «الضفة الغربية لم تشهد اي احداث عنف منذ اربعة سنوات». ودان في الوقت نفسه العنف الاسرائيلي على قطاع غزة قائلاً: «لا نريد المزيد من سفك الدماء كما حصل اليوم في غزة»، مشيراً الى اغتيال اسرائيل خمسة فلسطينيين في القطاع ادعت انهم كانوا يعدون لاطلاق صواريخ عليها. وخاطب عباس الاسرائيليين قائلاً: «ان السلام أهم من الاستيطان واهم من الحكومات واهم من اي شيء لانه يتعلق بمستقبل اجيالنا». وأضاف انه يؤمن بالسلام من اجل الاجيال المقبلة من الفلسطينيين: «لدي ثمانية احفاد، اربعة منهم شاركوا في معسكر بذور السلام الذي عقد العام الماضي في الولاياتالمتحدة ... واريدهم ان يشاركوا في معسكرات مماثلة في حيفا وفي اريحا». واستعرض عباس امام الاسرائيليين مسيرة المفاوضات منذ انابوليس، مشيراً الى التقدم الذي حصل في المفاوضات نحو اتفاق سلام في عهد حكومة اولمرت السابقة. وقال ان الخلاف بين الجانبين في عهد رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت انحصر في نسبة تبادل الاراضي، اذ طالب الجانب الفلسطيني بإجراء تبادل اراض بنسبة 1.9 في المئة، فيما طالب الجانب الاسرائيلي بأن تكون النسبة 6.5 في المئة. وأبدى احد قادة حزب «العمل» عمرام متسناع ارتياحه لما سمعه من عباس، معتبراً انها جديدة بالنسبة اليه. وقال ان ذلك يثبت ان فرص التوصل الى اتفاق سلام ممكن. وقال عدد من الاسرائيليين ان غالبية الجمهور الاسرائيلي تؤيد السلام، لكن الخلاف هو على الثمن الذي يجب دفعه من اجل ذلك. واقترح عدد منهم القيام بأنشطة مشتركة لمؤسسات المجتمع المدني من الجانبين من اجل اقناع الرأي العام بأهمية التوصل الى اتفاق سلام. وقال عضو في اللجنة المركزية لحزب «ليكود» ان زعيم الحزب بنيامين نتانياهو كان اول زعيم من اليمين يقبل خيار الدولتين، مطالباً عباس بالعودة الى المفاوضات المباشرة من دون وساطة من اي جهة مثل الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقدمت شخصيات فلسطينية شرحاً عن الاجراءات الاسرائيلية اليومية. وحذر عدد من المتحدثين الفلسطينيين من ضياع فرصة حل الدولتين. وأعن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه في ختام اللقاء عن تشكيل لجنة متابعة مشتركة من المؤسسات المؤمنة بالسلام من الجانبين لرسم خطة عمل معسكر السلام للمرحلة المقبلة.