فاز أحمد العاصي الجربا برئاسة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض متقدماً على منافسه مصطفى الصباغ الذي خسر ايضاً منصب الامين العام، فيما نال نائب المراقب العام ل «الاخوان المسلمين» محمد فاروق طيفور أحد مناصب نائب الرئيس خلفاً لرياض سيف الذي يعاني من مشاكل صحية، الى جانب سهير الاتاسي التي فازت بمنصبها كنائبة للرئيس في الجولة الاولى. وكان الصباغ الذي يترأس كتلة من المجالس المحلية تضم نحو 14 مقعداً يطمح برئاسة «الائتلاف» او الاحتفاظ بمنصب الامين العام، غير ان خروجه من المنصبين عكس التغييرات الاقليمية الحاصلة باعتبار ان عدداً من اعضاء «الائتلاف» يعتبرونه محسوباً على الدوحة. في المقابل، عكس فوز الجربا بالرئاسة خلفاً لمعاذ الخطيب تغيير التوازنات في داخل «الائتلاف» بعد التوسيع الذي حصل الشهر الماضي برفع عدد اعضاء الهيئة العامة من 63 الى 114 عضواً لتخفيف نفوذ «الاخوان» في داخل التكتل المعارض وتعزيز دور العلمانيين. وضمت قائمة الاعضاء الجدد 14 ممثلاً ل «الحراك الثوري» و15 من «الجيش الحر» و22 من الكتلة الديموقراطية التي تضم «اتحاد الديموقراطيين السوريين» برئاسة ميشال كيلو. وكان «الائتلاف» فشل في حسم موضوع الانتخابات في الجلسة الاولى مساء اول من امس التي امتدت الى فجر امس، ذلك لدى عدم حصول اي من الجربا والصباغ على اصوات كافية، اذ ان الاول حصل على 49 صوتاً مقابل 46 للصباغ. وحصل مرشح «المجلس الوطني» لؤي صافي على عشرة اصوات وزياد ابو حمدان على صوتين. وفي الجولة الثانية من التصويت صباح امس، حصل الجربا على 55 صوتاً مقابل 52 للصباغ. وبحسب وثائق «الائتلاف»، فإن العاصي الجربا هو من مواليد القامشلي في محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد العام 1969 وحاصل على اجازة حقوق من جامعة بيروت العربية. ومعروف بأنه احد شيوخ شمَر في شمال شرقي البلاد. وقالت مصادر ان كتلة «الجيش الحر» وعدداً من العلمانيين صوتوا لصالح الجربا. وجاء في بيان نشره «الائتلاف» ان الجربا «اعتقل في اذار (مارس) 2011 بسبب مواقفه المناهضة للنظام» وخرج نهائياً من دمشق إلى بيروت في 19 آب (اغسطس) 2011. وأشارت الى انه اعتقل قبل ذلك بين 1996 و1998 وانه «نشط في مجالات إغاثية وطبية وعسكرية لدعم الثورة السورية منذ انطلاقها، اضافة الى نشاطه الديبلوماسي والسياسي كعضو الأمانة العامة ل «المجلس الوطني» وعضو مؤسس في «الائتلاف» لدى تشكيله نهاية العام الماضي. وفيما احتفظت الاتاسي بالجولة الاولى بمنصب نائب الرئيس باغلبية 76 صوتاً، فان طيفور دخل في منافسة مع سالم المسلط وواصل الشمالي على ثاني منصب كنائب رئيس. ودارت المنافسة على منصب الامين العام الجديد بين رئيس «حركة العدالة والبناء» انس العبدة وبدر جاموس بمنصب الامين العام، علماً ان في الجولة الاولى حصد العبدة 49 صوتاً فقط ما تطلب جولة ثانية من التصويت، فاز فيها جاموس. وحصل سالم مسلط على ثالث منصب كنائب رئيس. وكانت مصادر في «الائتلاف» ربطت بين نتائج الانتخابات والتغييرات الحاصلة في مصر بخسارة «الاخوان المسلمين» نفوذهم فيها، حيث شعر العلمانيون انهم في موقف سياسي افضل. وكتب الخطيب على صفحته على «فايسبوك» انه لم يشارك في اجتماعات الهيئة العامة ل «الائتلاف» وانه ليس راضياً عما جرى في الاجتماعات التي استمرت ثلاثة ايام، فيما قال (رويترز) احد اعضاء «الائتلاف» أديب الشيشكلي إن التغيير كان ضرورياً. وأضاف أن القيادة السابقة «فشلت في أن تقدم للشعب السوري أي شيء جوهري وكانت مشغولة بالسياسة الداخلية»، موضحاً ان الجربا «مستعد للتعاون مع الجميع». وقال ناطق باسم «الائتلاف» خالد صالح في تصريح صحافي «بسبب خطورة الوضع في حمص لن يلقي الرئيس الجديد المنتخب خطاباً، وسيكون له موقف خلال الايام القليلة المقبلة».