حضّ رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني السلطات على استجابة «المطالب الوطنية» للسنّة في البلاد، بحيث تصبح ظروفهم المعيشية «نموذجاً للدول الإسلامية». في غضون ذلك، اعتبر رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي أن مرشد الجمهورية علي خامنئي يشكّل «نموذجاً للاعتدال»، داعياً الرئيس المنتخب حسن روحاني إلى «تفسير شعار الاعتدال» الذي رفعه، «لئلا يستغلّه بعضهم». واشار رفسنجاني الذي التقى في مدينة مشهد علماء دين وأئمة جمعة وجامعيين وناشطين سياسيين من أهل السنّة يقطنون في شرق إيران، إلى «مشاركتهم القصوى» في انتخابات الرئاسة أخيراً، معتبراً ذلك «مؤشراً إلى حجم تمسكهم بالدولة وفكر الاعتدال». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عنه وصفه «الخلافات الطائفية بين السنّة والشيعة» بأنها «آفة المجتمع الإسلامي»، لافتاً إلى أن «ما يحصل الآن في أفغانستان وباكستان والعراق وسورية ومصر والدول الإسلامية»، هو «نتيجة إفراط وتفريط» لا يؤديان سوى إلى «تفرقة». وأشار رفسنجاني إلى «بروز أهل السنّة، مثل إخوتهم الشيعة، في العلم والعمل والأخلاق والالتزام وتحمّل المسؤولية»، وحضّ المسؤولين على «متابعة مشكلاتهم» والاستجابة ل «مطالبهم الوطنية». وأضاف: «يجب منحهم فرصة خدمة المجتمع والتأثير فيه، في شكل منصف... قدّم أهل السنّة كثيرين من الشهداء، سواء خلال الثورة أو الأحداث التي تلتها، خصوصاً الحرب المفروضة (مع العراق). وعلينا تأمين الظروف المعيشية لهم، بحيث تصبح نموذجاً للدول الإسلامية». ونسبت وكالة «فارس» إلى رفسنجاني قوله إن انتخابات الرئاسة كانت «حدثاً فريداً»، لافتاً إلى أن «المناخ السائد يشكّل فرصة مناسبة لحلّ المشكلات، بتضامن وحنكة». أما أحمد خاتمي فاعتبر أن الانتخابات «أبهرت العالم»، مذكّراً بأن خامنئي «أكد ضرورة مساندة الرئيس المنتخب، ويُخطئ كلّ مَن يعارض الحكومة المقبلة». وتطرّق خلال خطبة صلاة الجمعة، إلى «مصطلح الاعتدال» الذي رفعه روحاني، قائلاً: «المرشد هو نموذج الاعتدال في المواقف السياسية، وعلى الرئيس المنتخب تفسير شعار الاعتدال، لئلا يستغلّه بعضهم». وانتقد خاتمي مرشحين لانتخابات الرئاسة، منبّهاً إلى أنهم تصرّفوا «بطريقة تُظهر البلاد وكأنها هُزِمت اقتصادياً، وأن لا حرية تعبير فيها، وأن النظام لم يتصرّف في شكل صحيح في السياسة الخارجية». وسأل: «هل ثمة حرية في الجامعات ووسائل الإعلام؟ تصدر يومياً 40 صحيفة، توجّه انتقادات (للسلطات)، وهل ضيّق عليها أحد»؟ وشدد على أن إيران «تسعى في سياستها الخارجية، إلى الحدّ من التوتر في علاقاتها مع العالم»، مقرّاً ب «احتمال وجود سلوك غير مقبول، في جزء من النظام، ولكن يجب الامتناع عن اعتبار ذلك سلوكاً عاماً» له. على صعيد آخر، حذر الجنرال محمد حسين دادرس، نائب رئيس الأركان الإيراني، من أن «الموازنة العسكرية لا تتناسب مع حجم التهديدات التي تواجهها البلاد». ونقلت وكالة «مهر» عنه قوله: «تحتل إيران في موازنتها العسكرية، المرتبة 15 بين 16 دولة في المنطقة. وعكس التصوّرات، فإن الموازنة العسكرية لا تتناسب مع تهديدات الأعداء، لكن الحماسة الوطنية أوصلت القدرة العسكرية للبلاد إلى مرحلة مقبولة، اعتماداً على إنجازات دفاعية». وكانت وكالة «فارس» أفادت في أيار (مايو) الماضي، بأن مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني صادق على موازنة عسكرية مقدارها 5 بلايين دولار. ودعا دادرس إلى «توسيع الروابط الدفاعية مع أصدقائنا، في كل المجالات»، لافتاً إلى «إمكان تأسيس اتحاد استراتيجي مع الدول الإسلامية، إذ لدينا جذور مشتركة عقائدياً، كما يمكن تأسيس اتحاد تكتيكي مع دول أخرى، مثل كوريا الشمالية وفنزويلا». إلى ذلك، انتقد قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدَّم «الاعترافات القسرية» في البلاد، إذ نقلت وكالة «مهر» عنه قوله: «انتهى عهد انتزاع اعترافات، من خلال القوة والعنف أو وسائل غير قانونية، وسيُعزل أي شرطي يمارس ذلك».