تلف مدينة نيودلهي التي تخنقها انبعاثات عوادم السيارات ودخان المصانع ورمال الصحراء وتعتبر من أكثر مدن العالم تلوثاً، سحابة سميكة تخلفها المفرقعات خلال موسم الأعياد ما يؤدي إلى ارتفاع كبير جداً في الجزيئات السامة. وبلغ تلوث الجو الجمعة مستوى «خطراً» غداة عيد «ديوالي» (عيد الأنوار)، بموجب مؤشر جديد لقياس نوع الهواء أطلق في إطار برنامج «الهند النظيفة» الذي يروج له رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وهذا يعني أن تركز الجزيئات الدقيقة «بي أم 2,5» التي يمكن أن تتغلغل عميقاً في الرئتين، تجاوز 250 ميكروغراماً في المتر المكعب أي عشر مرات اكثر من المستوى الأقصى اليومي الذي تقبل به منظمة الصحة العالمية. ويقول كبير علماء المؤسسة العامة للبحث وأرصاد نوعية الجو (سافار) غفران بيج: «غالبية الوقت نوعية الهواء في نيودلهي سيئة، لكنها أفضل من بكين» حيث يزيد تركز الجزيئات الدقيقة 20 مرة عن السقف الذي تحدده منظمة الصحة العالمية. إلا أنه يقرّ بأن المستويات المسجلة بعد عيد «ديوالي» عندما تشعل الألعاب النارية سماء الهند تنافس تلك المسجلة في العاصمة الصينية، موضحاً أنه «سيكون الوضع كذلك على مدى 24 ساعة ومن ثم تتحسن الأمور». إلا أن تلوث الجو في نيودلهي يستمر في التفاقم نظراً إلى التوسع الحضري الزاحف الذي يغرق العاصمة في سحابة تخلفها انبعاثات عوادم السيارات ودخان المصانع ومحطات الطاقة العاملة على الفحم. ودعا مودي المواطنين إلى الحد من استخدام المفرقعات إلا أن التقاليد راسخة جداً و»ديوالي» هو العيد الرئيسي في الهند. وتقول ريديما جيل (29 سنة): «مودي يطلب إلا أن أحداً لا يصغي خلال عيد ديوالي. المفرقعات والضوضاء والدخان كلها جزء من تقليد ديوالي». وتؤكد أن هذا الوضع يشكل «كابوساً» لوالدها الذي يعاني الربو. وعرض السينمائي المستقل غورميت سابال قبل فترة الأعياد شريط فيديو يروج فيه لاحتفالات «خضراء» لمناسبة عيد «ديوالي». وفي هذا الفيلم القصير يطلب أطفال من السكان عدم استخدام المفرقعات والألعاب النارية.