تخلى المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، المطلوب في الولاياتالمتحدة لكشفه برامج نفذتها الوكالة للتنصت على الاتصالات والإنترنت، عن طلب اللجوء إلى روسيا والذي قدمه ضمن 21 طلب لجوء إلى دول أخرى قوبل معظمها بالرفض. وأراح قرار سنودن موسكو التي رأى مراقبون روسيون أن «ليس من مصلحتها البحث عن مشاكل مع الولاياتالمتحدة». وعزا ديميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تراجع سنودن عن طلب اللجوء، إلى اشتراط بوتين أن يوقف الشاب الأميركي «نشاطاته المسيئة لشركائنا الأميركيين من أجل البقاء في روسيا». وكان لافتاً تعليق الرئيس الروسي على تقارير عن استهداف برامج المراقبة الأميركية لمقار للاتحاد الأوروبي وحلفائه في القارة العجوز، بأن «تجسس الحلفاء على بعضهم بعضاً، أمر لا يعنينا، وليفعلوا ما يريدون». أما رئيس البرلمان الأوروبي (الألماني) مارتن شولز فوصف أساليب التجسس الأميركية بأنها «أنظمة استبدادية»، ودعا بلاده إلى درس طلب لجوء سنودن إذا كان يتعرض لاضطهاد سياسي. وبدا سنودن، العالق بلا جواز سفر منذ 23 حزيران (يونيو) الماضي في مطار موسكو، في «متاهة» البحث عن حماية بعد رفض دول عدة طلبات اللجوء التي قدمها. واتهم الشاب الأميركي الرئيس باراك أوباما ب «الضغط على قادة» الدول التي يطلب حمايتها، وقال: «أوباما مخادع، ويريد تطبيق عقوبة غير شرعية بفرض المنفى عليّ». وأضاف: «تعتمد إدارة أوباما استراتيجية استخدام المواطنة كسلاح، وعلى رغم أنني لم أدن بأي شيء، أبطل جواز سفري، وبت شخصاً بلا بلد». لكن «بصيص أمل» لاح عبر إعلان الرئيس البوليفي إيفو موراليس استعداد بلاده لدرس طلب لجوء الشاب الأميركي و «مساعدته»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وفيما رافقت البريطانية سارة هاريسون، الموظفة في موقع «ويكيليكس»، سنودن في مطار موسكو، وتولت بنفسها نقل طلبات لجوئه إلى الدول ال21، كشفت صحيفة «إندبندنت» أن العلاقات توترت بين الإكوادور ومؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج، بسبب تورّطه في قضية مسرّب برامج التجسس الأميركي، «ما قد يعرّض للخطر، وضع أسانج اللاجئ إلى سفارتها في لندن منذ العام الماضي لتجنّب تسليمه إلى السويد بتهم جنسية». وأشارت الصحيفة إلى أن أسانج اعتذر في رسالة وجهها إلى وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو عن تسببه «بلا قصد بأي إزعاج للإكوادور بسبب قضية سنودن»، مؤكداً أن «ما جرى لا يعكس غياب الاحترام أو الاهتمام بالإكوادور وحكومتها». وكان الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا غضب من إصدار القائم بأعمال سفارة بلاده في لندن فيدل نارفيس، بالتنسيق مع أسانج، وثيقة سفر موقتة لسنودن من أجل السفر من هونغ كونغ إلى روسيا، بلا التشاور مع كيتو. واعتبر كوريا ذلك «خطأً جسيماً». وعلى هامش القمة الأمنية لدول منطقة آسيا - الهادئ في بروناي، دافع وزير الخارجية الهندي الذي رفضت بلاده طلب لجوء لسنودن، عن برنامج المراقبة الإلكتروني للولايات المتحدة، وقال إن «الأميركيين استخدموا معلومات حصلوا عليها لمنع اعتداءات إرهابية خطرة في بلدان عدة». وأضاف: «ليس الأمر مراقبة ولا اطلاعاً على رسائل. إنه فقط تحليل معلوماتي لمعطيات هاتفية ورسائل على الإنترنت، والأمر لا يتعلق بتجسس على مضمون رسائل أو أحاديث».