أعلنت الإكوادور أمس، تخليها عن اتفاق جمركي مع الولاياتالمتحدة منحها تعرفة تفضيلية، كبادرة لضمان استقلاليتها في درس طلب اللجوء السياسي الذي قدمه المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية ادوارد سنودن الذي تريد واشنطن اعتقاله بعد كشفه معلومات سرية عن برامجها لمراقبة الاتصالات الهاتفية والإنترنت وأفاد بيان قرأه وزير الاتصالات الإكوادوري فرناندو الفارادو» «تتخلى الإكوادور من طرف واحد ومن دون رجعة عن أفضليتها الجمركية». وكانت الإكوادور نفت أول من أمس منحها وثيقة سفر لادوارد سنودن، معلنة أن هذا الأمر قد يستغرق شهوراً، لكن قناة «اونيفيزيون» الأميركية الناطقة باللغة الإسبانية كشفت أن هذا البلد منح «جواز مرور» لسنودن العالق منذ الأحد الماضي في منطقة الترانزيت بمطار تشيريميتييفو بموسكو. ونشرت «اونيفيزيون» على موقعها نسخة من وثيقة أصدرتها قنصلية الإكوادور العامة في لندن باللغتين الإسبانية والإنكليزية في 22 حزيران (يونيو)، تفيد بأن «القنصل العام للإكوادور في لندن (فيدل نرفايز نرفايز) يمنح جواز مرور لسنودن يسمح بسفره إلى الإكوادور بهدف اللجوء السياسي». وتستقبل سفارة الإكوادور في لندن أيضاً جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» الذي نشر مئات الآلاف من الوثائق السرية عام 2010، بعدما لجأ إليها العام الماضي لتفادي نقله إلى السويد التي تريد محاكمته بتهمة الاعتداء الجنسي. وطالبت الوثيقة سلطات بلد الترانزيت أن يقدم مساعدة مناسبة لسنودن الذي حددت مكان وتاريخ ميلاده ولون شعره وعينيه وقامته ووضعه العائلي، «كي يستطيع مواصلة سفره إلى الإكوادور». ولا تزال الوجهة التالية لسنودن غير معروفة، فيما لفت إعلان موقع «ويكيليكس» أن «إلغاء جواز السفر الأميركي لسنودون والضغط على دول أخرى يمكن أن يضطره إلى المكوث في مطار موسكو في شكل دائم». ونفى الموقع تحقيق أجهزة الأمن الروسية مع سنودن، كاشفاً أن البريطانية سارة هاريسون العضو في فريقه القانوني «ترافقه دائماً». وصرح النائب الروسي المتشدد ورئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي فلاديمير زيرينوفسكي: «من لا يملك وثائق يمكن أن يظل في قاعة الترانزيت لمدة عشر سنوات. وسيجري إطعامه» . في دكار، صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه لم يتصل بنظيريه الصيني شي جينبينغ أو الروسي فلاديمير بوتين لبحث مسألة سنودن «لأنها محض قانونية». وأكد أنه لن يأمر باعتراض أي طائرة تقل سنودن في حال غادر روسيا، وقال: «لن أصدر أمراً بخروج طائرات مقاتلة لاعتقال قرصان إنترنت في ال29 من العمر». وكان سنودن تخلى عن عمله كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي الأميركية براتب مرتفع في هاواي، وغادر إلى هونغ كونغ في 20 أيار (مايو)، ثم باشر سلسلة تسريبات عن جمع الوكالة معلومات عن مكالمات هاتفية واتصالات إنترنت، ما أدى إلى مخاوف لدى حكومات في أنحاء العالم.