غداة تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود المتعاقد السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن الذي تطالب الولاياتالمتحدة باعتقاله لتسريبه معلومات عن برامجها السرية لمراقبة الاتصالات الهاتفية والإنترنت، في منطقة الترانزيت بمطار موسكو، حيث حطت طائرة أقلته من هونغ كونغ الأحد الماضي، أكد ألكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي (الدوما) ان «تهديدات الولاياتالمتحدةلروسيا والصين في قضية سنودن طائشة، ولن تأتي بنتيجة». ووصف بوشكوف الشاب الأميركي ومؤسس موقع «ويكيليكس» الأسترالي جوليان اسانج، بأنهما «منشقان جديدان يحاربان النظام الأميركي»، علماً ان الرئيس بوتين استبعد تسليم سنودن الى واشنطن التي وصف انتقادها عدم تعاون حكومته بأنه «هذيان وهراء». وفي اول تعليق له على قضية سنودن الذي احرج هروبه الرئيس الأميركي باراك أوباما، استخف بوتين بالضجة الديبلوماسية حول القضية، وقال في فنلندا: «أفضل عدم تناول هذه القضايا لأنها تثير جلبة كبيرة بلا نفع»، مشدداً على ان أجهزة الأمن الروسية لم تعمل مع سنودن «لذا نعتبر اتهامات واشنطن لنا كلاماً أجوف وهراء، فيما نتمنى الا تؤثر القضية في علاقاتنا معها». وزاد: «لم نتوقع وصول سنودن الى موسكو، لكنه مسافر ترانزيت لا يحتاج الى تأشيرة دخول أو وثائق أخرى. وهو حر في اختيار وجهته المقبلة، وهو ما نأمل بأن يحسمه بسرعة لأنه أفضل لنا وله». وأكد بوتين ان بلاده لن تسلم سنودن إلى الولاياتالمتحدة «لأننا نعتبره شخصاً يحارب، على غرار مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج، لنشر معلومات سرية تدعم حقوق الإنسان، فيما تتهمه واشنطن بأنه مجرم هارب من العدالة». ورد البيت الأبيض بأن «موسكو تملك أساساً قانونياً واضحاً لطرد سنودن، بعد إلغاء جواز سفره الأميركي وتوجيه اتهامات رسمية له، لذا نطالبها بأن تطرده بلا تأخير لدعم التعاون القوي بيننا في مجال تنفيذ القانون، خصوصاً بعد اعتداء بوسطن في 15 نيسان (أبريل) الماضي». لكن كيتلين هايدن، الناطقة باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، استدركت ان «واشنطن تؤيد تصريح بوتين بأن هذه الواقعة يجب الا تؤثر سلباً في العلاقات الأميركية - الروسية». في المقابل، ندد أعضاء في الكونغرس الأميركي بموقف بوتين، فيما استغل نواب جمهوريون قضية سنودن لانتقاد «عدم كفاءة» اوباما في السياسة الخارجية و»تراجع الموقع الدولي للولايات المتحدة». وقال السناتور جون ماكين: «يجب ان يؤدي ذلك الى اعادة تقويم عميقة لعلاقاتنا مع روسيا وبوتين، وهو ما يردده كثيرون منا منذ وقت طويل». وبعد يومين على اعلان الإكوادور انها تدرس طلب لجوء قدمه سنودن، اكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال زيارة هايتي استعداد بلاده لدرس طلب لجوء قد يقدمه سنودن «كون اللجوء حماية انسانية، وتتمتع بجذور عميقة في أميركا اللاتينية».