أكدت السلطات الروسية مغادرة المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القوي الأميركية ادوارد سنودن الذي سرّب قبل اسبوعين معلومات عن برنامجين سريين لمراقبة الاتصالات الهاتفية والانترنت، اراضيها. لكنها اعلنت ان اسمه لم يدرج على لائحة مسافرين استقلوا طائرة من موسكو الى هافانا، فيما قالت مصادر انه طلب اللجوء الى الاكوادور. وربما حاولت موسكو تفادي الايحاء بأنها منحت سنودن ترخيصاً مقصوداً كي يستقل طائرة، لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر خلال زيارته نيودلهي، انه «من المخيب جداً ان يسافر سنودن الى موسكو عبر هونغ كونغ»، مهدداً بعواقب على العلاقات مع روسيا والصين. وقال كيري: «حضيت الروس على احترام المعايير القانونية، لأن ذلك يخدم مصلحة الجميع. وفي العامين الأخيرين، نقلنا الى روسيا سبعة سجناء طالبوا بهم، ما يجعل المعاملة بالمثل وتطبيق القانون امران مهمان». وأضاف ان «سنودن وضع نفسه فوق القانون بعدما خان بلده عبر انتهاك قسمه». لكن المسؤولين الروس تحدوا مطالبة واشنطن باعتقال سنودن وتسليمه اليها لمحاكمته بتهمة «التجسس»، مؤكدين ان موسكو لا تملك اي سبب لتوقيف سنودن وتسليمه، وهي غير ملتزمة التعاون مع واشنطن بعدما أصدرت «قانون ماجنيتسكي» الذي حظر منح تأشيرات دخول الى الولاياتالمتحدة لمسؤولين روس متهمين بانتهاك حقوق الانسان، وجمّد ارصدتهم. ورفض ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعليق على الطلب، نافياً علم الكرملين بأي اتصال اجراه «الجاسوس الأميركي» مع السلطات الروسية. اما اليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي والمقرب من بوتين فقال: «تمر العلاقات في مرحلة معقدة. وحين يتخذ بلد اجراءً عدائياً ضد بلد آخر في هذه المرحلة، لماذا تتوقع الولاياتالمتحدة ضبط النفس والتفاهم من روسيا؟». وصرح السناتور الأميركي تشارلز شومر بأن «بوتين يحرص دائماً على وضع أصبع في عين الولاياتالمتحدة، سواء تعلق الأمر بسورية أو ايران والآن سنودن، وأرى يد بكين في قرار هونغ كونغ السماح بمغادرة سنودن». الى ذلك، بررت حكومة هونغ كونغ عدم اعتقال سنودن وتسليمه بأن الوثائق التي قدمتها الادارة الأميركية «لم تطابق المطالب القانونية في هونغ كونغ». لكن النائب البرت هو، الذي ساعد سنودن خلال اقامته في هونغ كونغ، أعلن انه مقتنع بأن بكين دبرت في الكواليس مغادرة الشاب الأميركي». وكان لافتاً اعلان وزارة الخارجية الصينية «قلقها البالغ» من مزاعم لسنودن اوردتها صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» في هونغ كونغ، وتحدثت عن تسلل الاستخبارات الأميركية الى شركات للهاتف الخليوي في الصين، واستهدافها جامعة «تسينجهوا» التي تدرس فيها نخبة القيادة الصينية مثل الرئيس شي جينبينغ. وفيما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن جوليان اسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» قوله إن «سنودن سافر بوثيقة لاجئ خاصة أصدرتها الاكوادور الاسبوع الماضي، بعدما الغت واشنطن جواز سفره»، صرح وزير الخارجية الاكوادوري ريكاردو باتينو خلال زيارته فيتنام بأن «سنودن قدم طلب لجوء سندرسه بقدر كبير من المسؤولية، لأنه يتعلق بحرية التعبير وامن المواطنين في العالم، كما يتعلق الأمر بسرية الاتصالات». وكانت الاكوادور منحت اللجوء لأسانج الذي تلاحقه الولاياتالمتحدة لنشره عام 2010 مئات الآلاف من الوثائق الديبلوماسية السرية، وذلك بعدما لجأ قبل سنة الى سفارة الاكوادور في لندن لتفادي تسليمه الى الولاياتالمتحدة.