يبحث متسوقون وسط أكوام من القمصان والأوشحة المطبوعة عن أحدث تصميمات في أحد أكثر المتاجر رواجاً في مدينة بنغازي الليبية. ويتدفق مئات الليبيين على متجر «بوزا» منذ أن فتح أبوابه قبل أشهر، رغبة في الحصول على التصميمات التي أصبحت محور حديث بين الشبان في المقاهي التي تلقى رواجاً في بنغازي. واسم «بوزا» يعني «أنيق»، والمتجر هو الأول من نوعه في ليبيا، كما يقول المالكون، وهو يبيع القمصان الرياضية والحقائب وأغطية الرأس والكوفيات المطبوعة عليها عبارة «صنع في ليبيا» أو كتابة بالخط العربي لكلمة بنغازي. بعض القمصان مطبوعة عليها عبارة «أحب برقة»، في إشارة إلى الإقليم الواقع شرق ليبيا الذي يطالب بحكم ذاتي أكبر منذ إطاحة معمر القذافي عام 2011. وقال أحمد بن موسى (32 سنة)، وهو مهندس بترول وأحد ملاك متجر «بوزا»: «نستلهم التراث الليبي لأن لدينا ثقافة ثرية. إحياء التاريخ أحد أهدافنا». بعض العبارات المكتوبة على القمصان تتناول القضايا الخطيرة التي تعاني منها ليبيا بعد الانتفاضة الشعبية مثل الكميات الكبيرة من الأسلحة في الشارع والميليشيات المسلحة التي تعرقل حكم البلاد. المتجر ذاته مزيج بين الجديد والقديم. إذ يوجد مشغل قديم جداً للأسطوانات وسط المتجر، فيما تعرض شاشة تلفزيون عملاقة أحدث تصميمات «بوزا». يستورد المصممون القمصان والأوشحة، قبل الطباعة عليها، من تركيا، ويستخدمون آلة طباعة صغيرة. وتشتهر قمصان «بوزا التي يبلغ سعر الواحد منها نحو 50 ديناراً ليبياً (40 دولاراً) بين شبان بنغازي الذين يقولون إن التصميمات تتيح لهم فرصة التعبير عن أنفسهم وهي أحد أشكال الحرية الجديدة نسبياً بعد سقوط حكم القذافي الذي استمر 42 سنة.