كما لعامة الناس أمزجتهم فيما يلبسون بحسب أذواقهم، فإن الرئاسة لا تمنع الرؤساء من التمتع بحقوقهم الشخصية في الظهور بما يرغبون من موديلات الملابس، سواء كانت بحسب الهويات الوطنية أو البدل الرسمية المتعارف عليها عالميا، ولكن يبدو أن بعض الرؤساء أفرطوا في الظهور بتقليعات وموديلات تأخذ طابع الغرابة أحيانا، سواء من ناحية الخامات أو التفصيل أو الألوان أو رسومات تعبر عن شخصية الرئيس أو حتى الملابس الرياضية. الرياض. كان أكثر الرؤساء الذين نالوا شهرة واسعة لملابسهم الرئيس الكوري الشمالي كيم يونج إيل، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني أحمدي نجاد، وديكتاتور تشيلي السابق أوجوستو بينوشيه، والفنزويلي هوجو شافيز، فدائما ما يظهر يونج ببذته ذات اللون الكاكي الشبيهة بملابس السفاري، ونظارات الشمس الضخمة مثل مطربي الراب، وأحذيته ذات الكعوب الضخمة التي تعوض قصر قامته. وحصل الرئيس الأفغاني حميد كرزاي على لقب «أكثر رجال العالم أناقة على هذا الكوكب» من مجموعة جوتشي العالمية، ولكنه لم يسلم من النقد الذي وجهته إليه جماعة «الناس من أجل الحيوانات» الهندية بسبب قبعته الشهيرة المصنوعة من فرو الخراف، والمعروفة باسم «القركول»، حيث ذكرت الجمعية أن الطريقة التقليدية التي يصنع بها الصوف المستخدم في صنع القبعة، طريقة بربرية، حيث يصنع صوف القركول عن طريق ضرب نعجة حامل حتى إجهاضها، وعندما تجهض النعجة يخرج الخروف الجنين الذي يكون لديه فرو ملتو قوي، ويظل فرو الخروف ملتويا وقويا لأول 24 ساعة من حياته، ثم ينزع الفرو والخروف على قيد الحياة ليتم بعد ذلك تصنيع القبعة، بينما تموت الأم التي تجبر على الإجهاض. واشتهر الزعيم الليبي معمر القذافي بملابسه المميزة والجميلة، ففي كل مناسبة سياسية يطل الرئيس الليبي بملابس جديدة ومعبرة، وربما كان أشهر ما لبس هو الزي الخاص الذي ارتداه عند زيارته لإيطاليا قبل أشهر قليلة، عندما علق صورة الشهيد الليبي عمر المختار على صدره. وتتميز ملابسه بطابعها المبهرج، فهو يرتدي أقمشة ذات ألوان صاخبة، وسترات من الحرير ملونة بألوان قوس قزح، والجلباب البدوي، وملابس من جلود الحيوانات التي تشير إلى الإرث الإفريقي. ملابس رياضية ويفضل الرئيس الفرنسي ساركوزي، إلى جانب البذة الرسمية التي يظهر بها دائما، ارتداء بنطال جينز وسترة غير رسمية، ويضع نظارات شمسية، ويصنع الأفارقة ملابس فاخرة يرتديها الرؤساء والملوك في الاحتفالات الدينية وحفلات الزفاف. ويرتدي زوج الملكة إليزابيت الأمير فيليب، غالبا، التنورة الأسكتلندية المربعة، حيث ترفق بجوارب صوفية طويلة إلى الركبة، وبحذاء مرتفع العنق. ولبس الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك قميص منتخب بلاده الذي حمل الرقم 23، إلى جانب ارتدائه كوفية تحمل علم بلاده، في كأس العالم 1998، التي أقيمت في فرنسا، حيث امتلأ ملعب سان دونيه ب 90 ألف متفرج تقدمهم شيراك الذي تخلى عن ملابسه الرسمية وارتدى قميص الديوك. بينما ارتدى الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز قميص الفريق البرازيلي، وفي الغالب يرتدي شافيز القميص الأحمر، وقليلا الأصفر، وكلاهما يكونان من دون ربطة العنق، ونادرا ما يرتدي الحلة السوداء، وحين يفعل فإن ربطة العنق تكون حمراء. أناقة عربية وفي العالم العربي اشتهر الرئيس الفلسطيني الراحل بكوفيته التي عرفت باسم كوفية عرفات، وصارت الكوفية المعقودة بعناية، رمزية وفولكلورية معا، هي الدليل المعنوي والسياسي لفلسطين. وتدل الكوفية في فلسطين على هوية التنظيم الذي ينتمي إليه الشباب، فالكوفية السمراء، كتلك التي كان يعتمرها عرفات تخص المنتمين لحركة فتح، ويطلق عليها الكوفية الفتحاوية، أما الكوفية الحمراء فيعتمرها المنتمون لقوى اليسار الفلسطيني، وتحديدا أنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأنصار الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين. وارتدى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الزي العسكري «الزيتوني» في بداية الحرب العراقية الإيرانية، ولم يخلعه إلا مرات قليلة، وكان ارتدى في السبعينات بذات غربية أنيقة لكنه في أواسط الثمانينات ارتدى ملابس غريبة الشكل والتصميم لا تمت إلى الزي العربي بصلة، وهي أقرب ما تكون إلى ملابس الكاوبوي. كما ارتدى صدام القبعة مع الجاكيت الطويل، ولبس أحدث الموضات الإيطالية، إضافة إلى الزي البدوي، وزي العمال وغير ذلك، وكان شديد الأناقة، ويختار أزياءه بنفسه، وتستورد كلها من خارج العراق، وبكميات هائلة، فيختار منها ما يريد ويتلف الباقي. كما اشتهر الرئيس المصري الراحل أنور السادات ببدلته الأنيقة ذات اللون الداكن ورباطه الأنيق، وكان قريبا إلى زي عبدالناصر في بذته ونظارته السوداء، لكنه اشتهر بشرب الغليون، وكان السادات حساسا للغاية فيما يتعلق بأناقته. وارتدى بذة عسكرية صممتها خصيصا له بيوت أزياء في لندن أو ألمانيا, كما كان يرتدي القميص الواقي للرصاص في بعض الأحيان، واعتبرت مجلة «شتيرن» السادات واحدا من عشرة زعماء يتسمون بالأناقة في العالم .