أطلقت الوكالة الأميركية للطيران والفضاء «ناسا» الخميس تلسكوباً فضائياً لاكتشاف أسرار الغلاف الجوي المنخفض للشمس، وهي منطقة ما زالت غير معروفة إلى حد كبير لدى العلماء، وفيها تتشكل الرياح الشمسية والإشعاعات التي تضرب الأرض على نحو منتظم. وأطلق على هذا التلسكوب اسم «إيريس»، وقد انطلق إلى الفضاء بواسطة صاروخ من طراز «بيغازوس أكس أل» من تصميم شركة «اوربيتال ساينسز»، في مهمة تكلف 182 مليون دولار. وبعد عشر دقائق على الإقلاع، وضع التلسكوب في مدار قطبي حول كوكب الأرض على ارتفاع 643 ألف متر، ومن ثم نشر ألواحه الشمسية. ويتيح هذا التلسكوب الحصول على صور عالية الدقة عن الغلاف الجوي المنخفص للشمس بين سطحها وأكليلها الذي يمتد ملايين الكيلومترات بين الغلاف الجوي والفضاء حيث يتبدد. وستستغرق هذه المهمة سنتين على الأقل، وتهدف إلى فهم طريقة تشكل العواصف الشمسية المحملة بالجزيئات المغناطيسية في الغلاف الجوي المنخفض للشمس الذي ما زال منطقة غامضة. ومن شأنها أيضاً أن تتوقع هبوب العواصف الشمسية المتجهة إلى الأرض، والتي يمكن أن تصيب أجهزة الاتصالات وشبكات الكهرباء باضطرابات. وهذه المنطقة من الشمس هي مصدر الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر في الغلاف الجوي المنخفض للأرض والطقس على سطحها. وقال جو دافيلا الباحث في مركز غودارد للرحلات الفضائية التابع ل «ناسا» والمسؤول عن هذه المهمة إن «إيريس سيوسع نطاق مراقبتنا للشمس ليبلغ منطقة كانت دراستها حتى الآن صعبة». وأضاف «أن التوسع في فهم هذا الجزء المنخفض من الغلاف الجوي للشمس سيتيح لنا أن نوسع معارفنا حول إكليل الشمس وتأثيره في المجموعة الشمسية». وسيعكف المهندسون على اختبار أداء «إيريس» لمدة شهر تقريباً، قبل تشغيله.