يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم أول جولة أفريقية فعلية منذ وصوله إلى البيت الأبيض وسيطغى عليها الشأن الاقتصادي، لكن الحال الصحية المتدهورة للرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا ستسرق أضواء هذا البرنامج المقرر قبل زمن. وغادر أوباما برفقة زوجته ميشال قاعدة أندروز الجوية في ضاحية واشنطن في جولة إلى القارة السوداء تستغرق أسبوعاً. وخلال الجولة المقررة من 26 حزيران (يونيو) إلى 3 تموز (يوليو)، سيبدأ أوباما زيارة للسنغال حيث يلتقي الرئيس ماكي سال على أن يتوجه في 29 حزيران إلى جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا ويجتمع في اليوم التالي مع الرئيس جاكوب زوما في بريتوريا. والمحطة الأخيرة من جولته في تنزانيا حيث يلتقي الرئيس جاكايا كيكواتي ويزور محطة أوبونغو الكهربائية. لكن صحة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا الذي نقل إلى المستشفى قبل ثلاثة أسابيع لإصابته بالتهاب رئوي خطير قد تطغى على هذه الجولة. وكثرت التكهنات حول معرفة ما إذا سيعدل هذا البرنامج أو يعلق في حال تدهورت حال مانديلا أكثر وتوفي. وأكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتي نكوان ماشيبان الثلثاء أن أوباما لن يلتقي على الأرجح مانديلا. وأوضحت أن «الرئيس أوباما كان يود زيارة مانديلا لكنه في حال صحية حرجة». واعتبر أوباما أن الأميركيين يدفعون سلفاً، «في كل أنحاء البلاد»، ثمن التبدل المناخي، مشدداً على وجوب التحرك. وقال كاشفاً عن استراتيجية وطنية لتقليص انبعاثات غازات الدفيئة التي تساهم في التبدل المناخي الراهن، إن «الأميركيين، في كل أنحاء البلاد، يدفعون سلفاً ثمن عدم التحرك». ولفت أوباما أيضاً إلى أن الموافقة على مشروع إقامة خط أنابيب النفط «كيستون إكس إل» المثير للجدل بين كنداوالولاياتالمتحدة، لن تصدر إلا بعد التأكد من أنه لن يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة. وشدد على أن «مصلحتنا الوطنية سيُحافَظ عليها فقط إذا لم يفاقم هذا المشروع في شكل كبير مشكلة التلوث الناتج من الكربون». ويندفع وزير الطاقة الأميركي الجديد، إرنست مونيز، إلى العمل بكل قواه لتنفيذ المهام الموكلة إليه ومثُل أمام لجنة العلوم والفضاء والتكنولوجيا في مجلس النواب أخيراً ليشرح الكيفية التي سيعالج بها أهداف الحكومة في إنتاج المزيد من الطاقة، وتنمية الاقتصاد، وحماية البيئة في الوقت ذاته. وقال مونيز: «انخفضت انبعاثات الكربون إلى أدنى مستوياتها في الولاياتالمتحدة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن». وحذّر من الاعتقاد بوجود حلول سريعة بين عشية وضحاها لمشاكل قطاع الطاقة، التي تراكمت على مدى عقود من الزمن. لكن لمونيز وأوباما هدفاً كبيراً يضعانه في اعتبارهما للمستقبل غير البعيد. وأشار مونيز إلى أن «تحويل السيارات والشاحنات في أميركا من الاعتماد على النفط» هو ما تهدف إليه الحكومة، إذ إن السيارات الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وأنواع الوقود البديلة، والسيارات الكهربائية تشكل جميعها جزءاً من الحل، وتترافق مع معايير جديدة للزيادات التدريجية التي يفرض على المصنّعين إنجارها في كفاءة استهلاك الوقود في السيارات الجديدة المنتجة في مصانعهم. واستناداً إلى مكتب «إدارة معلومات الطاقة» في وزارة الطاقة، يستهلك قطاع النقل حوالى 27 في المئة من مجموع كمية الطاقة المستهلكة في الولاياتالمتحدة سنوياً. وهو يستهلك أكثر من 70 في المئة من جميع الكميات المستخدمة من النفط. ويشكل النقل ثاني أكبر مستهلك للطاقة في الولاياتالمتحدة، بعد المؤسسات الصناعية، التي تستهلك حوالى 30 في المئة من جميع كميات الطاقة المستخدمة.