اعتقلت الشرطة التركية عشرات الأشخاص وفضّت تظاهرة مناهضة للحكومة في أنقرة، مستخدمة قنابل مسيلة للدموع وخراطيم مياه، فيما اتهم زعيم المعارضة كمال كيليجدارأوغلو رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ب «تقسيم المجتمع إلى طوائف ومذاهب». وتجمّع أكثر من ألفي شخص قرب ميدان «تقسيم» في إسطنبول، نددوا بإفراج القضاء عن شرطي مُتهم بقتل متظاهر مطلع الشهر الجاري في أنقرة، حتى بدء محاكمته. وقُتل المتظاهر الشاب بعد إصابته برصاصة في رأسه، وأظهر شريط مصور شاباً يسقط في شكل مفاجئ أمام شرطي يرتدي خوذة، ثم فرّ حاملاً سلاحه. ومنذ 31 أيار (مايو) الماضي، تاريخ بدء الاحتجاجات في تركيا، قُتل أربعة أشخاص هم ثلاثة متظاهرين وشرطي، وجُرح 8 آلاف. وأوردت وسائل إعلام تركية أن الشرطة اعتقلت 16 شخصاً في أنقرة، خلال تفريق متظاهرين أقاموا حواجز على جادة رئيسة وقطعوا السير فيها، احتجاجاً على أحداث «تقسيم». وأفادت وكالة أنباء الأناضول بأن الشرطة دهمت 30 مكاناً في العاصمة، وأوقفت 20 شخصاً اتهمتهم بالارتباط بمجموعات «إرهابية» يُشتبه في مشاركتها في «شنّ هجمات على الشرطة» خلال الاحتجاجات. وأشارت الوكالة إلى أن الشرطة أحالت على القضاء 13 شخصاً أوقفوا في مدينة إزمير، غرب تركيا، اتُهموا ب «التحريض والانتماء إلى تنظيمات إرهابية». وأضافت أن محكمة أصدرت مذكرة اعتقال في حق 7 أشخاص، «بناء على ادعاءات تفيد بمشاركتهم في تخريب وحرق في إسطنبول». ولفتت الوكالة إلى أن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم أعدّ قرصاً مدمجاً (سي دي) «يتضمن مشاهد لاعتداءات محتجين ضد قوات الأمن، وشغباً وأضراراً لحقت بممتلكات عامة وخاصة» خلال الاحتجاجات. وأضافت أن القرص، وعنوانه «اللعبة الكبيرة»، تبلغ مدته 28 دقيقة، وورد فيه أن «أحداً انزعج من التطور الإيجابي (لتركيا)، وعمل على إطفاء نورها، إذ تُعدّ النجم الصاعد في العالم»، متهماً وسائل إعلام محلية ودولية ب «تجاهل الإيجابيات وتضخيم التطورات السلبية». واتهم رئيس «حزب الشعب الجمهوري» الأتاتوركي المعارض كمال كيليجدارأوغلو أردوغان ب «العمل على تقسيم المجتمع إلى طوائف ومذاهب»، و«التمييز بين العلويين والسنّة»، معتبراً أنها «المرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية، التي يميز فيها رئيس وزراء ويفرّق بين فئات المجتمع». وهنّأ متظاهري «تقسيم» على تحركهم، منتقداً تنظيم الحزب الحاكم «تجمعات حاشدة»، كما ذكّر بأن تركيا تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد الصحافيين المعتقلين. أما رئيس «حزب الحركة القومية» دولت بهشلي فاتهم أردوغان ب «وضع مصالحه قبل أي فرد»، معتبراً أنه «يريد أن يصبح شرطة تويتر» وبات «كارثة سياسية». وزاد: «انكشف الآن أن فكرة أن بلدنا مثال يُحتذى، ليست سوى كذبة». ورأى أن رئيس الوزراء «دعم الصراع بين المؤمنين وغير المؤمنين، وأثار حفيظة الناس حول ارتداء الحجاب، ومن يشربون كحولاً ومن لا يشربونه». إلى ذلك، عقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعاً برئاسة الرئيس عبدالله غل ومشاركة أردوغان ووزراء ومسؤولين، نوقشت خلاله الاحتجاجات وعملية السلام مع «حزب العمال الكردستاني».