وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المتظاهرين في ميدان "تقسيم" في اسطنبول ب"الرعاع"، وأكد أنه "مستمر في مشروع بناء المركز التجاري الثقافي فوق حديقة غيزي وسيبني هناك مسجدا أيضا". وقال أردوغان عبر التلفزيون التركي الأحد: "لن آخذ الإذن من هؤلاء الرعاع أو من المعارضة فأنا حصلت على الإذن من صناديق الاقتراع والناخبين". واتهم أردوغان حزب المعارضة الرئيسي في تركيا بإذكاء موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الوقت الذي احتشد فيه الآلاف مجددا في اسطنبولوأنقرة، بعد فترة هدوء. وانتقد أردوغان بصورة خاصة حزب الشعب الجمهوري - الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة - بسبب خلاف وصفه بالفكري. وقال: "نعتقد أن حزب المعارضة الرئيسي الذي يطلق دعوات للمقاومة في كل الشوارع يثير هذه الاحتجاجات". وأعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر أن أكثر من 1700 محتج اعتقلوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، لكن معظمهم تم الإفراج عنه. وقال غولر كما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول أن "غالبية كبيرة من الأشخاص المعتقلين تم الإفراج عنهم بعد تحديد هوياتهم واستجوابهم"، لافتا إلى إحصاء 235 تظاهرة في 67 مدينة تركية منذ الثلاثاء الماضي. المحتجون يتحدون أردوغان وكان آلاف المتظاهرين الأتراك أعلنوا عن تصميمهم على مواصلة مواجهتهم مع رئيس الوزراء إذ اعتصموا الأحد في ميدان تقسيم في اسطنبول بعد انسحاب الشرطة على إثر يومين من المواجهات العنيفة بين الجانبين. وفي خطوة تحد لرئيس الوزراء، أقام المتظاهرون متاريس في الشوارع المؤدية إلى الميدان حيث كدسوا هياكل سيارات مقلوبة وحتى بعض حافلات البلدية والحطام الذي خلفته المواجهات مع الشرطة خلال اليومين الماضيين. ووقفت مجموعات من المتظاهرين عند تلك المتاريس التي كتبت عليها شعارات مثل "حكومة استيفا"، أي استقالة الحكومة"، وأكدوا على استعدادهم للمضي قدما في الاحتجاجات، ف"كل الأتراك في غليان منذ 10 أو 11 سنة"، على حد قول أحدهم. وتأتي الموجة الجديدة من التظاهرات على الرغم من تراجع أردوغان السبت عن خيار المواجهة إذ أمر الشرطة بالانسحاب من ميدان تقسيم وحديقة قاضي الصغيرة التي أثار مشروع اقتلاع الأشجار منها إحدى أكبر حركات الاحتجاج الشعبي منذ تولي حزب العدالة والتنمية التركي السلطة. وأثار تراجع أردوغان الحماس في صفوف المتظاهرين الذين اندفعوا إلى الساحات في إسطنبول فور انتهاء رئيس الحكومة من إلقاء كلمته، محتفلين ب"الانتصار" وظل ميدان تقسيم يغص بالحشود حتى ساعة متأخرة من الليل رغم المطر. ولم يقتصر حراك اليوم على إسطنبول، فقد فرقت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه آلاف المتظاهرين في العاصمة أنقرة، وذلك عندما حاولوا السير في اتجاه مقر رئيس الوزراء مرددين شعارات مناهضة للحكومة، على ما أفادت وكالة الأناضول. وأسفرت المواجهات عن سقوط 56 جريحا بين قوات الأمن التي أوقفت العديد من المتظاهرين، بينما أعلنت نقابة الأطباء في أنقرة عن إصابة 414 مدنيا بجروح السبت في صدامات وقعت في العاصمة وأن عشرة منهم يعانون من كسور خطيرة في الجمجمة. يشار إلى المواجهات السابقة أثارت غضب دول غربية كما لاقت انتقادات واسعة حتى داخل السلطة، إذ عبر الرئيس عبد الله غول عن "القلق" من شدة المواجهات، بينما اعتبر نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج أن على السلطات إقناع الناس عوضا عن إطلاق الغازات المسيلة للدموع.