الرصد السنوي الذي يقوم به الإعلامي عبدالله المالكي في صحيفة «الجزيرة» لأكثر الأندية حصولاً على البطولات في مختلف الألعاب الرياضية في الموسم، والذي بوأ الهلال الصدارة ب27 بطولة ثم الأهلي ب21 يليهما الهدى 20 بطولة والاتحاد 19 بطولة وصولاً إلى الرقم 52، رصد جدير بالاحترام، ذلك أنه يفضح العمل الرياضي ليس في الأندية فحسب، بل في منظومة الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية، فبالنسبة إلى الأندية يكشف زيف البعض بادعاء «كم» البطولات التي يحصل عليها سنوياً، ويسوق ذلك للجماهير بحرية في ظل غياب الراصد الرسمي المتخصص المكلف من رعاية الشباب نفسها، كما يكرس حقيقة أن بعض الأندية كرة قدم فقط، وفي غيرها من الألعاب مجرد صفر، ويعلن للملأ أسماء أندية في الظل، أجزم أن معظمها لا تعلم موقعها من خريطة الوطن! الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومنها إلى اللجنة الأولمبية السعودية، هما المعنيتان الرئيستان بالممارسة الفعلية للرياضة، وتكريم المنجزين مادياً ومعنوياً، لكن ما يحدث عكس ذلك، إذ توجّه بوصلة الاهتمام بكرة القدم، وعلى رغم كثرة المطالبات بإقرار لائحة التفوق الرياضي، بحسب ما يحقق النادي من بطولات وفي الألعاب كافة، إلا أن ذلك لا يلقى آذاناً صاغية من المسؤولين، في وقت سارعت بالموافقة على مطالب اتحاد القدم بإقرار لائحة بطولة كأس السوبر في كرة القدم، وإقامتها مع بدء الموسم الرياضي! هذا التهميش للألعاب المختلفة وغياب الدعم والرعاية فيها، دائماً ما يلقي بظلاله على نتائج المنتخبات السعودية في المنافسات الأولمبية التي تلاشى فيها التميز، واختفى تحطيم الأرقام، بل عادت تلك الأرقام للخلف في شكل مفجع، ولم يبق ما يحفظ ماء الوجه سوى ميداليات الفروسية التي لولا أنها تلقى رعاية خاصة من جهات غير «رعاية الشباب» للحقها الفشل كغيرها من الألعاب، وإن خدعنا ب«الصقر الأولمبي» وما رصد له من موازنات، فلأن مخرجه على أرض الواقع ليس إلا صقراً هرماً لا يقوى على التحليق والقنص، وهو ما يعكس قلة الرعاية وضعف الحافز، وأظن أن إقرار «درع التفوق الرياضي» وفق لائحة منظمة للعمل ومحفزة على الإبداع والتفوق مع رصد موازنة للأندية المتفوقة كماً وكيفاً تساعدها في رعاية هذه الألعاب، كما ينبغي، فلا تبقى رهينة تكرم أحد أعضاء الشرف بالإشراف عليها، مع ما تعاني من قلة الدعم المالي، وعدم انتظامه للعاملين كافة فيها، وهو ما يعني أنها خارج حسابات الجميع أندية ومسؤولين. «درع التفوق الرياضي» المنسية، هي لغة الأرقام التي يخشاها البعض ممن اعتاد نيل المراد بالصوت العالي، وهو ينتظر قرار الإفراج عنه، على أن تضاف مهمته إلى «الإعلام والإحصاء» التي يبدو أنها هي أيضاً ركزت على كرة القدم في ظل رغبة البعض المحمومة، في إضافة بطولات الحواري، والدورات الرمضانية، فهل يرى النور قريباً؟ نأمل بذلك. [email protected] Qmonira@