من المسلّم به أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وهذا الأمر لا يحتاج إلى دليل على اعتبار أن نسبة متابعتها في السعودية لا تقل عن 90 في المئة، إن لم ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 100 في المئة. وعلى رغم وجود ألعاب أخرى جماعية غير كرة القدم مثل الطائرة والسلة واليد، إلا أن نسبة الاهتمام بها والمتابعة لها انخفضت كثيراً عن السابق، وقد يكون لإهمال الأندية لهذه الألعاب دور في ذلك. ولعل من الواضح في أنديتنا أنها لا تهتم إلا بكرة القدم، وأعني هنا أندية الدرجة الممتازة، حتى أن عقد الرعاية الذي أبرمته بعض الأندية الكبيرة في الأعوام الماضية مع «شركات الاتصالات» كان مخصصاً لكرة القدم واستثنى الألعاب المختلفة! إن من غير الإنصاف أن تتحول الألعاب المختلفة في أنديتنا الكبيرة إلى أسماء في الأوراق الرسمية، تقدم في نهاية العام خلاصتها من خلال الجمعية العمومية، موضحاً بها ما تمّ صرفه على هذه الألعاب، والحقيقة الوحيدة الواضحة نجدها في النادي الأهلي، فهذا النادي هو الوحيد من بين الأندية السعودية كافة الذي أولى الألعاب المختلفة اهتماماً كبيراً، بل وربطها بإدارة النادي من خلال تكليف عضو في مجلس الإدارة للإشراف على الألعاب. وعلى عكس أندية أخرى، سجل النادي الأهلي حضوراً لافتاً في «كل الألعاب الرياضية»، ففريق الطائرة بطلاً للدوري والكأس، وفريق اليد بطلاً للدوري والنخبة، وفريق تنس الطاولة بطلاً للخليج وأحد أبطال اللعبة، كذلك فريق كرة الماء الذي لا يغيب عن البطولات، لتصل عدد بطولاته في هذا الموسم إلى 45 بطولة رسمية. وكم من الأسماء التي تعاقبت على إدارة النادي الأهلي، لكن وفاء رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبدالله والتصاقه بهذه الألعاب، إذ يعتبرها جزءاً من تركيبة النادي الأهلي ومن مسؤولياته، ما جعلها حاضرة بقوة حتى الآن على رغم من قلة الموارد وارتفاع موازناتها، لكن الذين يعرفون الأمير خالد بن عبدالله لا يستغربون منه حرصه واهتمامه على استمرار هذه الألعاب، فكان الوحيد بين رؤساء الأندية السعودية إبان رئاسته للنادي الأهلي خلال فترتين سابقتين وحريصاً على حضور مباريات ألعاب النادي المختلفة وتشجيعها ودعمها. وبدورها واصلت إدارة الأمير فهد بن خالد الاهتمام بالألعاب كافة في النادي، فكان أن أسندت لخبير الألعاب «العم» أحمد بصفر مسؤولية الإشراف على ألعاب النادي، ليؤكد النادي الأهلي بأنه «نادي كل الرياضة»، وأنه يكاد يكون النادي الوحيد الذي يحرص على عدم إلغائها كما فعل غيره. أما على مستوى كرة القدم للفئات السنية، فالنادي الأهلي هو بطل دوري كأس الأمير فيصل للأولمبي، وفريق درجة الشباب حقق بطولة الدوري، وفريق الناشئين فاز بكأس الاتحاد، وهي أولى بطولات الموسم، والسؤال الآن: أليس بعد كل هذه البطولات وهذا الدور الذي يقوم به النادي الأهلي للحفاظ على هذه الألعاب والاهتمام بها، أن تخصص اللجنة الأولمبية السعودية جائزة تطلق عليها «جائزة التفوق الرياضي» وتمنحها للنادي الأهلي، تقديراً لدوره في رعاية ودعم الألعاب المختلفة؟ [email protected] abdullahshaikhi@