تهدر محركات الصاروخ، ويبدو يوري غاغارين بزيه الفضائي البرتقالي ويقول باسماً: «انطلقنا!»... هكذا يبدأ الفيلم الذي يروي قصة رائد الفضاء الروسي الذي كان أول إنسان يخرج في مهمة إلى الفضاء. يحمل الفيلم اسم «غاغارين أول رجل في الفضاء»، وقد خرج إلى صالات العرض مطلع حزيران (يونيو) الجاري، وهو يروي قصة تلك الرحلة التاريخية التي أجريت عام 1961، كما أنه يتتبع طفولة غاغارين، وشبابه في مدينة النجوم قرب موسكو حيث يتدرب رواد الفضاء، وصولاً إلى الرحلة التي استمرت 108 دقائق حول الأرض. وهذا العمل الذي تموله السلطات الروسية، هو الأول عن غاغارين، مع أن رائد الفضاء هذا كان جزءاً أساسياً من الدعاية السوفياتية الشيوعية، وقد أقيم تمثال ضخم له في جادة لينين في موسكو. لكن يبدو أن النقاد لم يستقبلوا العمل السينمائي الذي يمجد أبطال الحقبة السوفياتية بحرارة، بل اعتبروه مثالياً وبعيداً عن الواقعية. فقد صورت مشاهد الفيلم غاغارين على أنه زوج مثالي يشتري الورود لزوجته، وكثير الاعتناء بأطفاله. واعتبر أحد مقدمي البرامج على شبكة «دوجد» التلفزيونية أن المخرج بافيل بارخومنكو الذي أخرج الفيلم هو كمن حوّل «مقالاً صحافياً من صحيفة «برافدا» (السوفياتية الرسمية) إلى فيلم». لكن زوجة غاغارين، الذي توفي عام 1968، وابنتاه ساندن الفيلم. وقال المنتج أوليغ كابانيتس أثناء تقديمه في موسكو: «كانت عائلة غاغارين في البداية مترددة». لكنها عادت ووافقت على الفيلم بجميع أعضائها، بمن فيهم الينا غاغارين ابنة يوري، والتي عينها الرئيس فلاديمير بوتين مديرة لمتاحف الكرملين عام 2001، تزامناً مع الذكرى الأربعين لرحلة والدها. وينتهي الفيلم بعودة غاغارين إلى الأرض، ولا يتحدث عن وفاته عن 34 سنة في تحطم طائرة «ميغ» كان يقودها، في حادث يرجح أن يكون ناجماً عن خطأ في القيادة، لكن تفاصيله لم تكشف كلها بعد حتى اليوم. ويرمي الفيلم إلى إحياء الأمجاد السوفياتية في قطاع الفضاء، بينما يسجل قطاع الفضاء الروسي جملة من الإخفاقات في السنوات الأخيرة، وقد لاقى ترحيباً من المسؤولين في وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس». وقال مدير برامج الرحلات المأهولة في «روسكوسموس» اليكسي كراسنوف: «إنه عمل رائع. ما زلنا نتقن صنع الأفلام وليس الصواريخ فقط». وانتجت أفلام مماثلة عن أبطال الاتحاد السوفياتي، لكنها لم تلق نجاحاً. ويشكك البعض في أن يتمكن فيلم غاغارين من تغطية تكاليفه البالغة عشرة ملايين دولار. فبعد عشرة أيام على بدء عرضه، لم يحصد حتى الآن سوى 800 ألف دولار.