احتفلت روسيا على وجه الخصوص والعالم عامة بمرور نصف قرن على أول رحلة إلى الفضاء الخارجي قام بها رائد الفضاء السوفيتي، يوري غاغارين بواسطة المركبة فوستوك التي انطلقت من قاعدة فضائية في كازاخستان التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي. وكانت الرحلة الملحمية قد انطلقت في الثاني عشر من إبريل/نيسان عام 1961، لتصبح أول خطوة للبشرية للاستكشاف الفضاء الخارجي، حيث حملت سفينة الفضاء السوفيتية "فوستوك"، وتعني "الشرق"، بالعربية، رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين، إلى الفضاء الخارجي. وقضى غاغارين 108 دقائق داخل مركبته الفضائية في مدارها حول الأرض قبل أن يعود إلى التراب السوفيتي، لتسجل أول محاولة سوفيتية لسباق الفضاء في الحرب الباردة مع المعسكر الغربي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولتكون بداية سباق أمريكي سوفيتي نحو إطلاق بشر إلى الفضاء الخارجي، حيث توالت بعدها رحلات رواد الفضاء إلى أن هبط الإنسان على القمر، وبات الأمر منذ ذلك الوقت عادياً. وكان غاغارين قد ولد في العام 1934، ودرس العلوم بأحد المعاهد الصناعية، كما التحق، في الوقت نفسه، بنادي الطيران، وانتسب إلى فريق المرشحين للانطلاق إلى الفضاء على متن السفينة الفضائية في عام 1959، حيث وقع الاختيار عليه ليكون أول رائد للفضاء. وفي روسيا، مازال الروس يحتفلون بغاغارين بوصفه ليس بطلاً قومياً سوفيتياً، بل وروسياً أيضاً، كما يحتفلون برائد الفضاء الروسي، أليكسي ليونوف، بوصفه أول رائد فضاء سوفيتي يمشي في الفضاء الخارجي. الأمريكيون اعتبروا أن غاغارين بخطوته تلك دفع حدود عالم الاستكشاف والعلم إلى حدود أبعد. وكان غاغارين قد لقي مصرعه في السابع والعشرين من مارس/آذار عام 1968 بتحطم طائرة كان يقودها أثناء التدريبات الجوية، وسميت مدينة غجاتسك، التي ولد فيها باسمه، أي "غاغارين." وبعد مرور نصف قرن على أول رحلة للبشرية إلى الفضاء، دخل العالم في طور من التعاون الدولي في الفضاء، وذلك بوجود محطة الفضاء الدولية.