اجمعت مواقف المرجعيات الدينية الاسلامية في لبنان لمناسبة حلول رأس السنة الهجرية على تعزيز الوحدة بين اللبنانيين ورفض التطرف والتمسك بالاعتدال، وانتخاب رئيس للجمهورية. وأكد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ان «مشروعنا نحن اللبنانيين الدولة الواحدة والوطن الواحد والجيش الواحد والعيش الواحد»، ودعا اللبنانيين جميعاً الى «التمسك بوطنهم ودولتهم ومؤسساتهم الدستورية مهما كلف ذلك من جهد وطاقة». وقال في رسالته الى اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً: «ديننا اليوم في محنة كبرى بسبب الانشقاقات فيه، وظهور الفئات المتطرفة في اوساطه، وشيوع التكفير بين مذاهبه، بل والاقتتال باسمه على دنيا فانية. الذين يهجرون الدين اليوم إلى الطائفة والمذهب يتجاهلون المعنى الكبير للدين ووحدته ووحدانيته وثوابته والتزاماته. وفي ذكرى الهجرة النبوية نرى ان المسلمين يقاتل بعضهم بعضاً، ويقتل بعضهم بعضاً، تارة على المذهب، وتارة على الوطن، وطوراً على فهم معين للأمة، إنها حروب بين المسلمين في ديار المسلمين، ولا سبب ولا علة إلا الاستتباع للخارج او الحرص على سلطة فانية ودنيا ساقطة، ثم يقال لنا تارة إنه صراع بين السنّة والشيعة او بين إيران والعرب، او بين إيران وتركيا، وهذه جميعاً اسماء ومسمّيات وأهواء ما انزل الله بها من سلطان، إنني لأسأل هؤلاء الذين يتقاتلون ويقتل بعضهم بعضاً: كيف ستلقون ربكم بهذه الدماء الغزيرة وهذه الجرائم الخطيرة، وأنتم تستخدمون الدين ستاراً لمطامعكم في السلطة والثروة، او طاعة لفلان وعلان؟». وأشار الى ان «منذ العام 2005 نشهد مساعي حثيثة لتقويض الدولة اللبنانية التي كلّفت اللبنانيين عرقاً ودموعاً ودماء. ولا ادري من الذي يستفيد من وراء ضياع لبنان». رسالة حسن وخطبة قبلان ودعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في رسالته بالمناسبة «إلى استلهام العدل في ما يجبُ على كلِّ مَن هو في مواقع الحُكم والمسؤوليَّة العامَّة أن يبادرَ إليه سعياً في إبراء ذمَّته تجاه شعبه وأهله وبلده». وقال: «آن الأوان في لبنان أن ندْرأَ الأخطار المعروفة من الجميع، بالاتّحاد والإقدام على الخطوات الضّرورية التي من شأنها أن تدير عجلة الحكم في اتّجاهٍ سليم. وهذا أقلّ الواجب القيام بالدَّور الذي من أجله انتخب ممثّلو الشّعب. إن خرائط المنطقة تهتز، ولا أحد يعلم إلى أي مآل ستؤول إليه الأمور». ولفت الى انه «إذا اقتضت الظّروفُ القيام بخطوات استثنائيَّة ضروريَّة كالتمديد (للمجلس النيابي)، فليكن ذلك على قاعدة شرطيَّة هي المبادرة إلى انتخاب رئيسٍ قادر على القيام بدوره في إدارة دفَّة الحُكم وفق الدّستور. فالهمّ الاول والأخير حماية الدولة ووجودها برمته»، داعياً «الجميع الى إعادة قراءة الرّهانات السابقة، والمبادرة بعدها إلى خطوات تحصِّنُ الوضع الداخلي». وطالب الحكومة ب «متابعة مساعيها بكامل الجدية للإفراج عن العسكريين المخطوفين في جرود عرسال، وتقديم كل ما يلزم من تضحيات في هذا السبيل»، مشدداً على ضرورة «رصّ الصف الإسلامي أكثر من أي وقت مضى». وطالب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان اللبنانيين في خطبة الجمعة «بأن يكونوا صفاً واحداً عاملين لمنفعة الوطن وداعمين لجيشه، والسياسيين بانتخاب رئيس جمهورية يرعى البلاد ويدافع عنها ويكون في خدمة الشعب». وقال: «لبنان يحتاج الى ان يكون جيشه قوياً مجهزاً بأحدث الاسلحة والعتاد ليحفظ لبنان ويدافع عنه. ولا يجوز ان نضع اي عراقيل بوجه من يقدم هبة الى هذا الجيش لأن الجيش يحتاج الى الدعم من كل دول العالم إلا من اسرائيل». بهية ونازك الحريري واملت النائب بهية الحريري ان يعم «الأمن والاستقرار في لبنان ومزيداً من التلاقي والوفاق والوحدة بين اللبنانيين والتفافهم حول دولتهم ومؤسساتهم الدستورية والأمنية والعسكرية وتوافقهم على انتخاب رئيس للبلاد وأن تقر أعين امهات وعائلات العسكريين المخطوفين بعودة ابنائهم سالمين، وأن يعم الخير والسلام الدائم ربوع الوطن العربي وأن تثمر نضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني تحريراً لأرضه ومقدساته». ودعت السيدة نازك رفيق الحريري، في بيان «الجميع في لبنان إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية الكبيرة في تجنيب البلاد الفتن والابتعاد من التجاذبات والاصطفافات السياسية، والتمسك بقيم المحبة والتسامح والاعتدال».