نبه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية تمام سلام الى ان «التفجيرات الأمنية المتنقلة التي شهدها لبنان في الاسابيع الاخيرة، أظهرت خطورة المشهد الذي ينتظر لبنان في حال تغلبت لغة العنف على لغة التفاهم الوطني والحوار السياسي، وتكررت أخطاء الماضي المتمثلة في تحميل لبنان ما لا يحتمل، وإبقاء أبوابه مشرعة أمام رياح الخارج». وقال في كلمة وجهها الى اللبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال ان الذكرى تحل «والبلاد تشهد أزمة سياسية باتت تهدد بتداعياتها البنيان الوطني الذي أرسى دعائمه آباء الاستقلال ودفعت الاجيال اللبنانية ثمناً غالياً لتكريسه، وذلك بسبب خلافات على الثوابت الوطنية والنظرة الى لبنان ودوره وموقعه في المنطقة. وأدت هذه الخلافات الى تشنج غير مسبوق في الخطاب السياسي، ترجم تعطيلاً لآليات العمل الديموقراطي وشللاً للمؤسسات الدستورية، فضلاً عن غياب الحوار وانكفاء الجماعات الى عصبياتها الصغيرة». وشدد على ان «السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة يكمن في إعادة الاعتبار الى المفاهيم الوطنية الاساسية التي جعلها آباؤنا دعائم للبنان المستقل. ويأتي في مقدمة ذلك مفهوم العيش المشترك الذي هو جوهر الميثاق الوطني اللبناني، والحفاظ على الجمهورية ومؤسساتها وقيمها. وتحقيق هذا الهدف يتطلب صون النظام الديموقراطي الذي توافقنا عليه منذ فجر الاستقلال، والذي تدفع شعوب كثيرة في منطقتنا أثماناً غالية اليوم من أجل تحقيقه في بلدانها»، منبهاً الى ان «أي محاولة لمعالجة أزماتنا من خارج القواعد الدستورية محكوم عليها بالفشل وسترتد سلباً على لبنان». وحيا «الجيش والقوى الامنية قيادة وعديداً، الذين يتحملون اعباء هائلة لتشكيل السياج الوطني المتين، الحاضن لوحدتنا والحامي لاستقلالنا». وكان ممثلون عن الرؤساء وضعوا أكاليل زهر على أضرحة شهداء الاستقلال في مختلف المناطق وفق تقليد سنوي. وهنأ مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اللبنانيين بذكرى الاستقلال وحض على «المسارعة الى الحوار تحت سقف الدولة الحاضنة للجميع من أجل الحفاظ على لبنان وشعبه لمواجهة التحديات والصعوبات التي تعصف بلبنان والمنطقة العربية عموماً». وهنأ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان «شهداء لبنان الذين روت دماؤهم أرض الوطن فكانت تضحياتهم صانعة لمجد لبنان». واعتبر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن ان «على جميع اللبنانيين أن يغلبوا الوعي والتفاهم والوحدة والحوار على كل العوامل الأخرى». بهية الحريري: وحدتنا سلاحنا وأكدت رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري في احتفال للمناسبة في مركز «بيال» «وقوفنا في وجه العابثين بأمن لبنان واستقرار لبنان، وحدتنا سلاحنا في مواجهة كل من يريد سوءاً بلبنان واللبنانيين، وتحت علم لبنان». وقالت: «لن نفرط بتضحيات اللبنانيات واللبنانيين الذين صمدوا في أرضهم، لن نتجاهل أحزاننا وخوفنا، ولكننا لن نسمح لليأس بأن يلامس قلوب شبابنا، ومستقبل وطننا الجريح».