كشفت حادثة تسرب أنبوب غاز كبير أواخر ساعات مساء أول من أمس في منزل في حي الفيحاء (جنوب شرقي الرياض)، عن قلة عدد موظفي طوارئ فرع شركة الغاز والتصنيع الأهلية (غازكو) بالرياض، إذ قال موظف فرع الشركة الذي باشر الحادثة (تحتفظ «الحياة» باسمه) إن عدد موظفي الطوارئ لا يتجاوز 7 موظفين. «الحياة» حضرت الحادثة ووثقت تفاصيل مباشرة فرق الدفاع المدني وشركة الغاز للحادثة، وسجلت «الحياة» تأخر «غازكو» عن مباشرة الحادثة 4 ساعات، وسط غضب أفراد الدفاع المدني الذين سألوا موظف الشركة عن سبب تأخرهم، فقال إنه باشر الحادثة من باب «الفزعة» وإنه غير مكلف بالمباشرة، لكون الموظف المختص بمباشرة الحادثة في منزله وهاتفه مغلق، الأمر الذي دفع الشركة لاستدعاء موظف آخر من منزله الواقع في حي السويدي (غرب الرياض) لسحب كمية الغاز المتبقية في الأنبوب. وتحولت مباشرة الحادثة إلى أشبه بجلسة استجواب كان طرف التحقيق فيها أفراد الدفاع المدني، الذين استفسروا من موظف «غازكو» عن أعداد موظفي طوارئ فرع الشركة بالرياض، وعن سر تأخر منسوبي طوارئ «غازكو» المستمر في مباشرة حوادث تسرب الغاز، ليرد موظف «غازكو» بأنهم لا يتجاوزون 7 موظفين، وأن أحد هؤلاء «سوداني الجنسية» يتمتع بإجازته في بلاده، وحين سؤاله عن مدى قدرتهم على تغطية مدينة الرياض بهذا العدد، أجاب موظف «غازكو» بقوله: «عددنا قادر على تغطية مدينة الرياض كاملة، لكوننا لا نتلقى إلا بلاغين فقط في الشهر». وقال أحد أفراد الدفاع المدني من الذين باشروا الحادثة خلال حديثه إلى «الحياة»، إن الدفاع المدني اعتاد على تأخر موظفي طوارئ الشركة في مباشرة حوادث تسرب الغاز، وإن غرفة عمليات الدفاع المدني رفعت تقارير عدة عن ذلك إلى المديرية العامة للدفاع المدني، لافتاً إلى أن كل حوادث التسرب التي باشروها في السابق ناجمة عن عدم التزام الشركة بصيانة أنابيب الغاز. وقال صاحب المنزل الذي وقع فيه تسرب الغاز عبدالله الذياب ل«الحياة» إنه أبلغ الشركة على الفور حين اكتشاف التسرب، واستفسر منهم عن ماهية الوسائل الواجب اتباعها في مثل هذه الحالات، إلا أنه لم يتلقَّ أي تعليمات ليتبعها. وأضاف: «أبلغت الشركة قبل أسبوعين عن عدم رغبتي في الغاز، وطلبت منهم أن يأتوا ليأخذوه، ولم يأتِ إلا شخص بعد أيام عدة، وحين بدأ موظف الشركة في سحب الغاز من الأنبوب انكسرت حديدة السحب، وذهب ليأتي من الغد، ولكن لم أرَ أحداً حتى اليوم». «الحياة» اتصلت بفرع شركة الغاز في الرياض لأخذ تعليقها على وقائع الحادثة وعن قلة عدد موظفي الطوارئ وتأخير المباشرة المستمر، إلا أن سكرتير مدير الفرع أفاد بأن المدير غير موجود في مكتبه، ليعاود السكرتير الاتصال ب«الحياة» ويفيد بأنه لم يجد المدير ليخبره عن اتصال «الحياة».