دبي، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اعلنت الولاياتالمتحدة أمس ان محادثات مباشرة مع حركة «طالبان» الأفغانية ستبدأ الخميس في الدوحة. وقد تُمهد المحادثات لانسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان باقل الخسائر. وجاء الاعلان بعد ساعات من افتتاح الحركة مكتباً سياسياً في العاصمة القطرية أمس سيرأسه محمد الطيب احد قادة «طالبان». وأكد ممثل الحركة في الدوحة محمد نعيم الرغبة في بناء علاقات جيدة مع الدول المجاورة وإيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ 12 سنة، وتشكيل حكومة عادلة، مشدداً على ضرورة مغادرة القوات الأجنبية «المحتلة»افغانستان. لكن قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان الجنرال جوزيف دانفورد شكك في «قبول عناصر شبكة حقاني المصالحة». تزامن ذلك مع انجاز الحلف الأطلسي (ناتو) رسمياً عملية نقل مهمات الأمن الى القوات الأفغانية، ما يزيل وفق معصوم ستانيكزاي، الأمين العام لمجلس السلام الذي شكله كارزاي في 2010 لإجراء اتصالات مع الحركة، «ذريعة استخدمتها طالبان وجماعات متشددة لتجنيد مقاتلين». وفي خطاب ألقاه في كابول خلال مراسم تسليم المهمات الأمنية، أكد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، أن وفداً لمجلس السلام الذي شكله عام 2010 سيُجري محادثات مع «طالبان» في قطر، وهو ما ترفضه الأخيرة دائماً أن حكومة كارزاي «دمية في يد الولاياتالمتحدة». ورحب مسؤولون أميركيون بفتح المكتب، مشيرين الى انهم سيعقدون «خلال ايام» اول لقاء مع «طالبان» منذ سنوات في الدوحة. ووصفوا اللقاء بأنه «بداية مسار معقد وطويل ومزعج»، خصوصاً ان شروط واشنطن للتفاوض تشمل قطع «طالبان» علاقتها مع تنظيم «القاعدة» وإنهاء العنف والموافقة على الدستور الأفغاني، خصوصاً على صعيد ضمان حقوق النساء والأقليات. لكن القيادي في «طالبان» طيب أغا اعلن ان اي موعد لم يحدد لمحادثات مع الأميركيين في قطر. وبتسلم القوات الأفغانية مهمات الأمن في أنحاء البلاد من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) التي تولت هذه المسؤولية منذ سقوط نظام «طالبان» نهاية 2001، أنجز الحلف عملية نقل السلطة تدريجاً التي بدأت في تموز (يوليو) 2011، تمهيداً لبدء سحب القسم الأكبر من قواته التي تضم حوالى مئة ألف عسكري من البلاد بحلول نهاية 2014. وفي الدوحة قال نعيم ل»الحياة» إن مفاوضات، لم يحدد موعدها ستجرى بين «الولايات المتاحدة وامارة افغانستان الاسلامية». وشدد على أن «لا تفاوض مع حكومة حامد كارزاي التي لا نعترف بها». ومع دعوته واشنطن والأمم المتحدة الى اطلاق معتقلي الحركة في غوانتانامو، الذين قدر عددهم بحوالى 17، أكد أن «فتح المكتب في الدوحة لا يعني وقف الحرب (فورا)، واذا أدت المفاوضات مع الأميركيين بمشاركة الوسيط القطري الى انهاء الاحتلال (الأميركي) لا تكون هناك ضرورة لاستمرار الحرب». وشدد مساعد وزير الخارجية القطري علي الهاجري أن بلاده «وافقت على فتح مكتب ل»حركة طالبان أفغانستان» حرصاً على المساهمة في تعزيز جهود السلام العالمي وتوفير الفرص لحل النزاعات بالطرق السلمية». وأصدرت « إمارة افغانستان الاسلامية» بياناً جاء فيه أن «الامارة فتحت المكتب لتوضيح استراتيجيتها وعدد من الاهداف في صدارتها الحوار والتفاهم مع دول العالم لتحسين العلاقات ودعم عملية سياسية وحل سلمي يتكفل بانهاء احتلال افغانستان واقامة نظام اسلامي مستقل فيها، وتهيئة أجواء الأمن الحقيقي، وهذا ما يريده الشعب ويرنو اليه».