نقلت الممثلة السامية للشؤون الخارجية والامن لدى الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون الى المسؤولين اللبنانيين الذين التقتهم امس، كما اعلن الناطق باسمها مايكل مان، دعم الاتحاد للبنان والاستقرار السياسي فيه، وأثنت على سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية تجاه الأزمة في سورية. وكانت آشتون التي وصلت الى بيروت ليل اول من امس، ألغت صباح امس، موعداً كان مقرراً في الثامنة والنصف مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور. وزارت رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا يرافقها وفد ضم رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان انجيلينا ايخهورست وجرى، وفق بيان المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، «عرض موضوع النازحين من سورية والأعباء جراء تزايد هذا النزوح». وجدد سليمان موقف لبنان والاقتراحات التي كان ابلغها الى السفراء العرب والاجانب الذين التقاهم في شأن تقاسم الاعباء والاعداد وزيادة المساعدات للمؤسسات الحكومية كي تستطيع الاستمرار في تقديم الحد الادنى من الخدمات المتصلة بإيواء النازحين ومساعدتهم». ونقل البيان عن آشتون تجديد موقف الاتحاد «الوقوف الى جانب لبنان ودعمه وتأييد الدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية للحفاظ على الاستقرار ومنع تداعيات الازمة السورية على لبنان ودعوة الفرقاء اللبنانيين الى التزام اعلان بعبدا». كما لفتت الى «اهتمام الاتحاد بموضوع النازحين وأشارت الى انها ستسعى من اجل زيادة المساعدات للبنان على هذا الصعيد ونقل الاقتراحات اللبنانية الآيلة الى التخفيف من اعباء النزوح الى لبنان، وأملت بقيام حكومة لبنانية قادرة على مواكبة المرحلة المقبلة بكل تحدياتها». وقابلت آشتون رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقره ترافقها ايخهورست، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» طلال الساحلي والمستشار الاعلامي علي حمدان. وجرى عرض التطورات وتداعيات ما يجري في سورية على لبنان اجتماعياً وأمنياً واقتصادياً، وفق المكتب الاعلامي لبري. ونقل عنه انه جدد تأكيده «ان المطلوب مزيد من الجهود الدولية لتحقيق حل سياسي للأزمة السورية وليس مزيداً من السلاح لأنه يعني تعاظم التداعيات على المنطقة ولبنان واللبنانيين بوجه خاص». وأوضح المكتب ان البحث تركز على «الوضع المأسوي للنازحين السوريين في لبنان، وأن الاهتمام العالمي بهذا الشأن أكثره اعلامي لا يترجم انسانياً الا بصورة جزئية تكاد لا تقارن بحجم ما هو مطلوب». وكانت آشتون قابلت سابقاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد قوات «يونيفيل» الجنرال باولو سييرا، وقبل مغادرتها لبنان، اصدر المكتب الإعلامي للاتحاد الأوروبي في لبنان بياناً حول الزيارة اوضح فيه ان آشتون جددت خلال الاجتماعات «التزامنا أمن لبنان وازدهاره، كما ذكرت بدعمنا لسياسة لبنان الرسمية بالنأي بالنفس المكرسة في إعلان بعبدا والتي أدعو جميع الأطراف إلى التقيد بها، وشددت على أن التخفيف من التوترات أولوية، وندعم بالكامل القوات المسلحة اللبنانية في جهودها الآيلة إلى توفير الأمن وحماية الحدود والمحافظة على الهدوء». وأشار إلى إن المسؤولة الأوروبية بحثت «وقع الأزمة السورية على لبنان. وجددت التزام الاتحاد الأوروبي الحل السياسي للنزاع في سورية وضرورة وضع حد للعنف. ويدعم الاتحاد الأوروبي بالكامل الجهود الحالية الرامية إلى عقد مؤتمر سلام دولي على أساس المبادئ التي تضمنها إعلان جنيف الصادر في 30 حزيران(يونيو) 2012». وبالنسبة إلى أزمة اللاجئين في لبنان، قالت: «إن أي بلد كان ليعاني من صعوبات كبيرة في حال ارتفاع عدد سكانه بنسبة 25 في المئة وأثنيت على كل الجهود الهادفة إلى توفير الحماية والمساعدة». وذكرت بما قدمه الاتحاد منذ بدء الأزمة. وأملت ب «تشكيل حكومة جديدة في وقت قريب لمعالجة التحديات الضاغطة التي يواجهها لبنان اليوم». لقاء نازحين وزارت مع المفوض السامي لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس مركز مؤسسة «عامل» في حارة حريك (ضاحية بيروت الجنوبية) برفقة ايخهورست ومان ورئيس قسم التعاون في بعثة الإتحاد الإوروبي دييغو اسكالونا. واستقبلهم رئيس المؤسسة كامل مهنا. وجالت على اقسام المركز فالتقت اطفالاً لاجئين من سورية والعراق وفلسطين، ونسوة يتدربن في مجال صناعة الحلي والمجوهرات. وقال مان للإعلاميين ان «الاتحاد الأوروبي يدعم فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف بشأن سورية، ونبحث مع شركائنا كل ما يمكن القيام به من اجل ان يُعقد هذا المؤتمر في تموز المقبل. ونساهم في اعطاء مساهمات مالية للاجئين السوريين، ولبنان وتركيا والأردن هي البلدان التي تنال اكبر نسبة تمويل من الاتحاد الأوروبي». وأكد ان «لغاية الآن لا نورد سلاحاً الى سورية، هناك بلدان اوروبيان مهتمان بتسليح المعارضة، واذا تم توريد السلاح فسيتم وفقاً لمعايير صارمة جداً». وقال اسكالونا ان «الاتحاد الأوروبي سيزيد تقديماته للنازحين السوريين في لبنان وللبنانيين الذين يستقبلونهم». وأوضح «ان العمل يتم على محاور عدة، منها التربية، البنى التحتية، وسنبدأ قريباً بالعمل على المجال الصحي». ولفت الى ان «نسبة اللاجئين في لبنان تبلغ 25 في المئة من عدد سكانه وهذا رقم ضخم». واعتبر مهنا ان «لبنان امام حال كارثية، ولم يحدث مرة في التاريخ ان يستقبل بلد ثلث عدد سكانه من النازحين، وهذا العدد ممكن ان يزيد. والمطلوب الوقوف الى جانب لبنان ومساعدته في الاستقرار وايجاد حل سياسي للأزمة السورية».