ظهرت نتائج الانتخابات البلدية التي نُظمت في شكل متزامن مع انتخابات الرئاسة الجمعة الماضي، اختلال موازين القوى في مجالس بلدية طهران وسائر المدن، وتراجع قبضة الأصوليين بعد سيطرتهم عليها في السنوات الثماني السابقة. وتنافست خمس قوائم في الانتخابات، هي قائمة «التقدّم والعدالة» و»البناؤون» و «البناء والتقدّم» و «جبهة الاستقامة»، إضافة إلى «الجبهة الإصلاحية». وتشير أسماء الفائزين في مجلس محافظة طهران، إلى توزّع الأصوات على مختلف القوائم. والقوائم الأربع الأولى تمثّل الأصوليين بمختلف اتجاهاتهم، إذ بينهم المتشددون المنضوون تحت لافتة «جبهة الاستقامة»، والمعتدلون في إطار قائمة «البناؤون»، فيما اشتركت قائمتا «البناؤون» و«البناء والتقدّم» في أكثرية الأسماء الفائزة، ما يعني انسجامهما في المواقف، وإن اختلفتا في التسميات. وكان لافتاً أن مرشحي قائمة «الجبهة الإصلاحية» لم يشتركوا إطلاقاً مع أي من القوائم الأخرى، سواء على مستوى المرشحين أو الأسماء الفائزة، ونالوا 12 مقعداً، فيما حصلت القوائم الأصولية الأربع على 17 مقعداً، في مقابل اثنين من المستقلّين، من مجموع 31 مقعداً في مجلس محافظة طهران. ويؤشر ذلك إلى انتهاء سيطرة «البناؤون» على المجلس خلال الدورتين السابقتين. وكان بارزاً في الانتخابات أن قائمة «يحيا الربيع» المدعومة من الرئيس محمود أحمدي نجاد وأبرز مستشاريه اسفنديار رحيم مشائي، لم تنلْ أي مقعد في مجلس محافظة طهران، بمن في ذلك شقيقة الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، ما يؤشر إلى انتهاء عهد «النجادية» وامتناع أنصاره عن انتخاب شخصيات قريبة منه. وقال رئيس قائمة «الجبهة الإصلاحية» احمد مسجد جامعي إن الإصلاحيين يدرسون كل الخيارات لانتخاب رئيس بلدية العاصمة، علماً أن أسماء رُشحت للمنصب، بينها محسن هاشمي، نجل رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، والذي أشرف خلال العقدين الماضيين على إنجاز مشروع مترو طهران، ومحمد علي نجفي الرئيس السابق لمؤسسة التخطيط والموازنة. لكن مسجد جامعي أشاد ب «إنجازات» رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف.