جددت المعارضة الكويتية التزامها مقاطعة انتخابات مجلس الأمة (البرلمان) ما لم يتم إبطال المرسوم الذي غير به الأمير الشيخ صباح الأحمد قانون الانتخاب قبل 9 شهور. وجاء تأكيدها المقاطعة اثر اجتماع لها ليل الأحد - الاثنين بعد ساعات من صدور قرار من المحكمة الدستورية اعتبر المرسوم صحيحاً ونافذاً. وأعلن «التحالف الوطني» ممثل التجار الليبرالين انهاء مقاطعته واستعداده دخول الانتخابات المتوقعة منتصف آب (أغسطس) المقبل «سعياً للعمل على إقرار نظام انتخابي أفضل» من خلال البرلمان كما جاء في بيان له أمس. وجاء قرار المعارضة متزامناً مع كلمة وجهها الأمير الى الشعب الكويتي حض فيها على احترام قرار المحكمة والامتثال له بعدما قررت ايضاً ابطال شرعية مجلس الأمة الحالي ما يفتح المجال لانتخاب مجلس جديد خلال 60 يوماً. وحضر 24 نائباً سابقاً من رموز المعارضة اجتماعها في ديوان رئيس البرلمان السابق أحمد السعدون وبحثوا في تداعيات قرار المحكمة الدستورية. وانتهى الاجتماع الى اعلان التحفظ عن قرار المحكمة تثبيت قانون الانتخاب والتأكيد على استمرار مقاطعة أي عملية انتخابية في ظله. وقال السعدون «اليوم تم إلغاء الدستور الكويتي، وتبين عدم إيمان السلطة بالدستور». واعتبر انه «اذا كانت المقاطعة السابقة واجبة، فإن المقاطعة في المرحلة المقبلة أوجب». وكلفت المعارضة ثمانية من نوابها السابقين ومن الناشطين وضع تصور لتعاملها مع المرحلة السياسية المقبلة. غير أن المعارضة تواجه التحدي المتمثل في تململ الشارع الكويتي من غياب تمثيل حقيقي له في مجلس الأمة لأكثر من سنة، اذ منذ إبطال المحكمة الدستورية للمجلس الذي كانت تسيطر المعارضة على غالبيته في حزيران (يونيو) 2012 بقيت الكويت من دون برلمان حتى كانون الأول (ديسمبر) من العام نفسه ثم أجريت انتخابات في ظل القانون الذي عدل بمرسوم في ايلول (سبتمبر) وقاطعتها المعارضة بسببه. وساند معظم الكويتيين المقاطعة ما خفض نسبة الاقتراع الى نحو 27 في المئة وفق تقدير المعارضة. ومع ان الجمهور كان يأمل في ان تبطل المحكمة الدستورية «المرسوم» الا ان فرحته بإبطال المجلس الأخير كانت كبيرة. وفور اعلان قرار المحكمة أمس جرت مناقشات ومساجلات ساخنة في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض للمشاركة في الانتخابات الجديدة. ومن المؤيدين المفكر السياسي الدكتور عبدالله النفيسي الذي اعتبر ان الظروف الاقليمية والمواجهة مع ايران تتطلب اعادة الاستقرار الى الكويت. وقال في تعليق على «تويتر» انه «في عالم السياسة عليك أن تتراجع خطوتين حتى تتمكن من التقدم خطوة». ويخشى صقور المعارضة من ان لا تحظى دعوتهم الى المقاطعة بالحماسة بين صفوف ناخبي القبائل حيث يكمن الزخم الأقوى للمعارضة. وكان الأمير جال في الاسابيع الماضية على القبائل وحضر مجالس عدد من شيوخها في مسعى لإزالة الخلاف وسوء الفهم بين الحكومة والجمهور القبلي.