أبدى الرئيس الأميركي باراك اوباما قلقه الشديد من الوضع المتدهور في سورية، وقال انه يدرس اتخاذ مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة، بعدما اعلنت الأممالمتحدة ارتفاع عدد قتلى النزاع السوري الى 93 ألفاً حتى نهاية نيسان (ابريل) الماضي محذرة من مخاطر «انتصار» قوات النظام في حلب وتكرار «ما حصل» في مدينة القصير لدى سيطرة الجيش النظامي و«حزب الله» عليها. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني امس ان اوباما يواصل مراقبة الوضع المتدهور في سورية بقلق شديد وسيتخذ اي قرار بشأن مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة. وأضاف «الرئيس وكل عضو في فريقه للأمن القومي قلقون بشدة بسبب الوضع الفظيع والمتدهور في سورية». وتابع كارني «الرئيس يراجع ويدرس الخيارات الأخرى المتاحة له وللولايات المتحدة وأيضاً لحلفائنا وشركائنا لاتخاذ خطوات اضافية في سوريا.. وتتواصل هذه العملية». وتابع «بقدر ما تكون فظاعة الوضع في سورية يكون عليه اتخاذ القرارات حين تتعلق بالسياسة تجاه سورية بما يحقق افضل مصالح الولاياتالمتحدة». وأشار الى ان الترتيبات لعقد مؤتمر «جنيف-2» لا تزال متواصلة. في هذا الوقت، دعا «مؤتمر علماء الأمة الإسلامية» المنعقد في القاهرة الى «النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سورية»، معتبراً مشاركة ايران و«حزب الله» في القتال الى جانب قوات النظام «اعلان حرب». وقال المشاركون في بيان صدر في ختام «مؤتمر موقف علماء الأمة من القضية السورية» حضره رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي و65 رجل دين: «ان ما يجري في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سورية، حرب معلنة على الإسلام والمسلمين بعامة». وطالب المشاركون حكومات العرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ب «موقف حازم ضد النظام الطائفي وسرعة إغاثة الشعب السوري وثواره بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وسلاح لصد عدوان النظام الظالم وحلفائه ووقفه»، اضافة الى «قطع التعامل» مع الصين وروسيا وقبول تمثيل سفراء ل»الثوار السوريين» بدلاً من الحكومة. وكانت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي صرحت في جنيف امس: «أخشى أن يحدث (في حلب) ما حدث في القصير. كل التقارير التي اتلقاها هي عن زيادة الموارد والقوات من جانب الحكومة» باتجاه حلب. وأضافت: «هذا ليس سيناريو او مسرحاً مناسباً للتفاوض في هذه المرحلة. هل تبدأ التفاوض مع اناس عازمين على الخروج كمنتصرين من صراع سمته العنف؟». وأعلنت مصادر ديبلوماسية غربية ان لقاء كان مقرراً بين مسؤولين غربيين ورئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس في اسطنبول يوم السبت، قدم الى اليوم، مشيرة الى ان قادة «الجيش الحر» يريدون استعجال تسليح المعارضة قبل بدء معركة حلب. وأعلنت بيلاي أن 93 ألف شخص على الأقل قتلوا في الصراع في سورية حتى نهاية نيسان (أبريل) الماضي، مشيرة إلى أن الرقم الحقيقي «يمكن أن يكون أكبر بكثير». وقالت: «يعكس معدل القتل البالغ الارتفاع شهراً بعد شهر النمط المتدهور جداً للصراع على مدى العام المنصرم». ودعت «الطرفين إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون»، موضحة أن «المجازر مستمرة على مستويات كبيرة». وقرر مجلس الأمن عقد جلسة مخصصة لبحث الوضع الإنساني في سورية في 20 الشهر الحالي يستمع فيها الى تقرير من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس. وتمكنت الأممالمتحدة من توثيق مقتل 6561 قاصراً على الأقل بينهم 1729 طفلاً تقل أعمارهم عن عشر سنوات، في وقت أكدت الأممالمتحدة في تقرير منفصل إن الأطفال يشكلون أهدافاً لقناصة ويُستخدمون دروعاً بشرية في الحرب في سورية. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في التقرير، أن الحرب الدائرة منذ 26 شهراً تلقي بعبء «غير مقبول وغير محتمل» على الأطفال الذين قتل منهم الآلاف حتى الآن. وأكد مكتب الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة ليلى زروقي، أنه تلقى «تقارير تم التحقق منها بأن أطفالاً سوريين قتلوا أو أصيبوا في عمليات قصف عشوائية أو أصيبوا برصاص قناص أو استخدموا دروعاً بشرية أو سقطوا ضحايا تكتيكات ترهيبية». وأكدت أن قوات الرئيس بشار الأسد استخدمت العنف الجنسي ضد فتيان للحصول على معلومات أو اعترافات. ميدانياً، قصف «الجيش الحر» مطار دمشق الدولي بصواريخ محلية الصنع ما ادى الى تأخير ثلاث رحلات وجرحى في ركاب بعض الطائرات. وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجزي الكتيبة والمداجن التابعين لكتيبة عسكرية على الطريق الدولي بين مورك في حماة وخان شيخون في إدلب شمال غربي البلاد. وفيما استمرت الاشتباكات في حي وادي السايح في حمص الذي تحاول قوات النظام السيطرة عليه للتقدم نحو حيي الخالدية وحمص القديمة، قال «المرصد» ان قوات النظام و «حزب الله» اقتحمت قرية الحسينية في الريف الجنوبي.