وسط قلق عالمي متزايد، ناشدت مفوضَة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، كلاًّ من قوات الحكومة والمعارضة السورية حقْنَ دماء المدنيين في مدينة حلب، معربةً عن بالغ قلقها من «احتمال حدوث مواجهة كبيرة وشيكة» في المدينة. فيما حذرت فرنسا من حدوث «مجازر» في المدينة، بينما وصفت بريطانيا التعزيزات العسكرية إلى حلب والمعارك الوشيكة، بأنها «تصعيد غير مقبول بالمرة للصراع يمكن أن يؤدي إلى خسائر مدمرة في أرواح المدنيين وإلى كارثة انسانية». وقالت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان: «تلقيت معلومات غير مؤكدة بعدُ، تشير الى فظائع، بينها تصفيات تعسفية وإطلاق نيران قناصة ضد مدنيين خلال المعارك الاخيرة في ضواحي دمشق». وأضافت المفوضة العليا: «هذا يعني بطبيعة الحال ان الاستخدام المتنامي لأسلحة ثقيلة ودبابات ومروحيات في الهجمات، وحتى طائرات حربية في مناطق مدنية، وفق بعض المعلومات، سبَّب سقوط العديد من الضحايا المدنيين وقد يؤدي الى سقوط عدد اكبر ايضاً». وحذرت نافي بيلاي من ان «كل هذا، اضافة الى تعاظم عدد القوات في حلب ومحيطها، يمثل نذير شؤم بالنسبة الى سكان هذه المدينة». وقالت بيلاي إن «المدنيين والاهداف المدنية، مثل المنازل والممتلكات والمدارس وأمكنة العمل، يجب ان تحظى بالحماية في كل لحظة، ويتعين على كل الاطراف، القوات الحكومية والمعارضة، ان تتأكد من أنها تميّز تماماً بين الاهداف المدنية والعسكرية». ونددت نافي بيلاي مرة اخرى بالجرائم ضد الانسانية التي ترتكب في سورية من قبل الطرفين. وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان، في بيان يتحدث بالتفصيل عن الجرائم التي ارتكبها الجيش السوري والمعارضون المسلحون: «على الرغم من ان مثل هذه الخلاصات لا يمكن ان تصل اليها سوى محكمة، فإني مقتنعة على أساس أدلة جمعت من مصادر موثوقة ومختلفة، بأن جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب لا تزال تُرتكب في سورية». وحذرت المفوضة العليا من أن «الذين يرتكبونها يجب ألاّ يعتقدوا انهم سيفلتون من القضاء. العالم لا ينسى، او لا يصفح عن مثل هذه الجرائم». واضافت أن «ذلك ينطبق على قوات المعارضة، التي ترتكب جرائم، وكذلك على القوات الحكومية وحلفائها». وحضت بيلاي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة على احترام قواعد القانون الانساني وحماية السكان المدنيين، عبر التذكير بأن واجب التحذير مطلوب. من ناحيتها، قالت فرنسا إن الرئيس السوري بشار الاسد «يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه» في حلب، كما أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو. وقال فاليرو إن «بشار وعبر تجميع الوسائل العسكرية الثقيلة في محيط حلب، يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه». وكان فاليرو صرح بأنه «في مواجهة التعبئة التي يقوم بها نظام بشار الاسد لمهاجمة حلب، نحن قلقون من المعلومات التي تصلنا من الميدان، لذلك ندعو الى انهاء العنف واستخدام الاسلحة الثقيلة، وندعو الى رحيل بشار الاسد». ونظرا للوضع «وللمخاطر»، دعا فاليرو الصحافيين الى التزام «أكبر قدر من الحذر». وقال: «ننصح بشدة بالحد من تنقلات الصحافيين في المنطقة، لأن الوضع خطير جداً». وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، إن هجوم الحكومة السورية على حلب «تصعيد غير مقبول بالمرة» للصراع. وأضاف في بيان «يساورني قلق عميق بسبب التقارير التي تفيد بأن الحكومة السورية تحشد قواتها ودباباتها حول حلب وبدأت بالفعل هجوماً ضارياً على المدينة وسكانها المدنيين». ومضى يقول: «هذا تصعيد غير مقبول بالمرة للصراع، ويمكن أن يؤدي الى خسائر مدمرة في أرواح المدنيين وإلى كارثة انسانية». وأعربت الولاياتالمتحدة اول من امس عن خشيتها من وقوع مجزرة في حلب، مستبعدة في الوقت نفسه مجدداً اللجوء الى الخيار العسكري.