أعلن تنظيم «القاعدة» في اليمن تشكيل تحالف ل «القبائل السنية» في محافظة إب (170 كلم جنوبصنعاء) لمواجهة الحوثيين، في خطوة يُعتقد بأنها تعزز احتمالات تحويل الصراع السياسي في البلد إلى صراع سني - شيعي. في الوقت ذاته، تواصلت المعارك بين الطرفين في محيط مدينة رداع المجاورة، في ظل ترقب في صنعاء لانتهاء المشاورات المتعلقة بالتشكيل الحكومي المرتقب برئاسة رئيس الوزراء المكلف خالد بحاح. وسقط قتلى وجرحى بالعشرات من الحوثيين ومسلحي تنظيم «القاعدة» وأنصارهم القبليين في معارك احتدمت في محيط مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء، فيما أعلن التنظيم تشكيل تحالف للقبائل السنية في محافظة إب، داعياً كل القبائل إلى تعبئة في مواجهة «المد الشيعي»، كما أعلن تشكيل لجان شعبية لإدارة مديريتي العدين والحزم (غرب مدينة إب). ويستعد «الحراك الجنوبي» المطالب بانفصال جنوب اليمن، ل «يوم غضب» اليوم، وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن آلافاً من موظفي الحكومة والنقابات العمالية والمهنية في عدن والمحافظات المجاورة، التحقوا باعتصام «الحراك» في حي خورمكسر. وأصدر المجلس الأعلى ل «الحراك» و «مجلس الثورة الجنوبية للتحرير والاستقلال» بزعامة علي سالم البيض، بياناً يشدد على «الاستقلال... في نظام برلماني فيديرالي تعددي، وشرعية الرئيس علي سالم البيض». وفيما تواصل جماعة الحوثيين إحكام قبضتها على الشؤون المالية والإدارية في مؤسسات الدولة في صنعاء، نفت وزارة الداخلية أمس أنباء اقتحام الحوثيين مبناها الأربعاء. وأكدت في بيان أن الوزير في حكومة تصريف الأعمال اللواء عبده الترب يمارس مهماته في شكل اعتيادي. إلى ذلك، قالت مصادر قبلية ل «الحياة» بأن مواجهات عنيفة اندلعت أمس على ثلاث جبهات في محيط مدينة رداع بين مسلحي تنظيم «القاعدة» وأنصارهم القبليين من جهة والمسلحين الحوثيين الذين استقدموا مئات من عناصرهم من صنعاء، في محاولة لبسط سيطرتهم على المعاقل القبلية للتنظيم في مناطق «قبائل قيفة» القريبة من رداع. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى بالعشرات من الجانبين، وسط أنباء عن تمكن مسلحي تنظيم «القاعدة» والقبائل المساندة له من كسر زحف حوثي شرق مدينة رداع. وتعهد زعماء قبليون بمواصلة القتال ضد الحوثيين لإجبارهم على الخروج من مناطقهم ذات الغالبية السنية في محافظة البيضاء. وقال زعيم تحالف «قبائل سبأ» علي صالح أبو صريمة أمس: «ليس لنا أي ارتباط بتنظيم «القاعدة» ونحن في مواقع الشرف منذ اليوم الأول للدفاع عن بلادنا، ونرفض وجود القاعدة». وجاءت هذه التطورات الميدانية غداة إعلان التنظيم تشكيل حلف للقبائل السنية في محافظة إب، حيث يتنازع السيطرة عليها مع جماعة الحوثيين التي سيطرت على مدينة إب (مركز المحافظة) وعلى يريم ثاني أكبر مدينة في المحافظة، إلى جانب محاولتها التمدد إلى مديريات أخرى في سياق زحفها صوب مناطق الجنوب والشرق. وكشف التنظيم في بيان نشره على «تويتر»، عن أن الحلف يتألف من أبناء مديريتي العدين والحزم (غرب مدينة إب) وتأسس لحماية المنطقة ولدعم جهودها في قتال الحوثيين. وأشار إلى تشكيل لجان شعبية منبثقة عن الحلف لإدارة المرافق الحكومية في المديريتين اللتين كان تنظيم «القاعدة» سيطر عليهما قبل أيام، إلى جانب انتشار مسلحيه في مديريتي مذيخرة وفرع العدين المجاورتين. ودعا التنظيم «كل القبائل إلى الاحتشاد» لمواجهة ما سماه «المد الرافضي الشيعي»، والذي اعتبر أنه «يشكل خطراً على الدين والدنيا وعلى الأمن والسكينة»، في إشارة إلى جماعة الحوثيين، وتوعد أي شخص «يرفع شعارات الحوثيين أو يناصرهم بالقول أو الفعل»، بأنه سيكون «هدفاً مشروعاً للّجان الشعبية ولا أمان له». وحض الأهالي على «التزام السكينة والهدوء وعدم إثارة الفوضى أو نهب أي مقر أو ممتلكات خاصة أو عامة»، محذراً إياهم من «العقوبة الشرعية» لأي مخالف. وفي سياق التشكيل الحكومي، أفادت مصادر بأن الرئيس عبدربه منصور هادي سيرأس اجتماعاً لهيئة مستشاريه لحسم المسألة، في وقت أكد الحوثيون عدم مشاركتهم المباشرة في الحكومة، لكنهم قالوا إنهم سيدفعون بشخصيات مستقلة تتوافر فيها الشروط لشغل الحقائب المخصصة لهم. وتُحكِم جماعة الحوثيين سيطرتها الأمنية على العاصمة اليمنية ومحافظات الشمال والغرب، وتعثّر تمددها في إب والبيضاء بفعل المقاومة القبلية، في وقت تواصل تشديد هيمنتها على القرار الإداري والمالي لمؤسسات الدولة في صنعاء. وذكرت مصادر قريبة من الجماعة أن أنصارها في «اللجان الشعبية» المنتشرين في مطار صنعاء فتشوا أمس طائرة نقل على متنها طرود ومتعلقات للسفارة الأميركية في صنعاء، ومنعوا نقل أحد الطرود لعدم وروده ضمن اللائحة المرسلة من السفارة.