لاحظت مؤسستا «ديلويت» و «آربور سكوير آسوشييتس»، تبايناً في التصرّف إزاء حركة المساهمات الخاصة في الأشهر المقبلة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم. وأشارتا في دراسة استطلعت مئتي شريك من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند والصين وجنوب شرقي آسيا، ودول أميركا اللاتينية وروسيا وأوروبا الوسطى والشرقية وتركيا وجنوب أفريقيا، إلى ان الركود الاقتصادي «لم يقوّض الثقة في السوق المالية على المدى الطويل». ورأت أن الانكماش العالمي «يضغط على تسعير الشركات في مناطق العالم». وتوقعت غالبية الشركاء المستطلعين (83 في المئة) من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «تراجع الأسعار هذه السنة»، وعزت ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسة، هي هبوط حركة التقويم للأسواق العامة والركود الاقتصادي العالمي، وتراجع عدد الصفقات المبرمة». واعتبر الرئيس العالمي للاستشارات المالية، الرئيس التنفيذي لقسم خدمات الاستشارات المالية في «ديلويت الشرق الأوسط» كريس وارد، أن «انخفاض أسعار الشركات إشارة إلى ظروف مقبلة أفضل»، مستنداً إلى «حال الثقة على الأمد الطويل التي تعكسها الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على رغم النتائج الحاصلة». ويمكن تقويم مقياس الثقة في هذه الأسواق «ب 8.2 من 10، ما يدل على تفاؤل المساهمين على المدى البعيد». وأشار إلى أن شركات الاستثمارات الخاصة «تتمتع بنموذج عمل متين بقدرته على التأقلم مع وضع السوق»، مرجحاً أن «تتخطى هذه الشركات الوضع الحالي، على رغم صعوبة السنة المقبلة، وهي تمتلك آليات فاعلة لتطوير اقتصادات الدول الناشئة». ولم يستبعد 47 في المئة من الشركاء المستطلعين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تسجيل «زيادة في حركة الاستثمار»، وعزوا ذلك إلى «سهولة الحصول على رأس المال وتراجع أسعار الشركات ونمو الشركات المتوسطة الحجم». فيما توقع 40 في المئة منهم «تراجعاً»، لأسباب ثلاثة أساسية تتمثل في «حال عدم الاستقرار الاقتصادي وتوقعات عروض التقويم، والسيولة المتدنية». وشدّد وارد على أهمية «الاستمرار في التفاؤل»، على رغم أخطار التراجع في المنطقة، كانخفاض سعر النفط، مشيراً إلى «إيجابيات كثيرة تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». ولفت إلى أن دبي وأبو ظبي «تسجلان نمواً بوتيرة أسرع من مناطق أخرى، مثل موسكو، فضلاً عن سهولة تنفيذ الأعمال فيهما». وأكدت الدراسة أهمية العلاقات مع الزبائن وفهم طبيعة المنطقة، التي تُعتبر حيوية لإنجاح الأعمال. وضمّنت «ديلويت» دراستها إحصاءات تتصل بصفقات المساهمات الخاصة العالمية، لافتة إلى أنها تراجعت من 1407 صفقات في الربع الثالث من عام 2007، إلى 655 في الربع الأول من هذه السنة. كما انخفضت صفقات المساهمات الخاصة في الأسواق الناشئة من 128 صفقة إلى 51 في الربع الأول من هذه السنة لفترة المقارنة ذاتها. وتوقع 73 في المئة من المستطلَعين، تراجع حركة سحب الاستثمارات في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و83 في المئة تراجع أسعار الشركات في المنطقة أيضاً. ورجّح 60 في المئة منهم في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن يكون مصدر الصفقات الأساسية عقارياً.