اشتبهت السلطات الأمنية اللبنانية أمس في سيارة من طراز BMW تُركت بين منطقتي الروشة والرملة البيضاء، على بعد نحو 300 متر فقط من منزل السفير السعودي لدى لبنان علي عسيري. واتضح أنها تحمل لوحات مزورة لا تعرف هوية مالكها. وأوضح السفير عسيري - في اتصال هاتفي أجرته معه «الحياة» أمس - أن رجال الأمن المرافقين له اشتبهوا في سيارة مجهولة كانت متوقفة في ممر بالقرب من منزله في بيروت، «وهو الممر الإجباري الذي أسلكه في طريقي إلى السفارة». وذكر أن السلطات الأمنية اللبنانية أغلقت المنطقة فور تلقي البلاغ. وقال إن النتائج الأولية تفيد بأن لوحات المركبة مزورة، وأعيد فتح طريق الروشة بعد الكشف على السيارة المشبوهة التي تبين أنها لا تشكل أي خطر، وتم التحفظ عليها بعد الكشف من خبراء المتفجرات. وعلى صعيد آخر، أكد عسيري ل«الحياة» أن مواطناً سعودياً اختُطف خلال الفترة الماضية في منطقة عرسال القريبة من الحدود اللبنانية - السورية، ذهب إلى هناك برغبة منه في تسلم طفلته من أقارب طليقته السورية، في مقابل دفع 5 آلاف دولار. وأشار إلى أن الخاطفين طالبوا بفدية تصل إلى 50 ألف دولار. وأوضح أن المواطن السعودي كان أبلغ السفارة خلال حضوره إلى مقرها في بيروت بأن ابنته من طليقته السورية تنتظره على الحدود اللبنانية - السورية، بعد أن تم التنسيق مع ابن عم طليقته (سوري الجنسية) الذي اختطفها من والدتها، مشيراً إلى أن السفارة طلبت من المواطن عدم المغامرة بالذهاب إلى المناطق الحدودية مع سورية، خصوصاً في ظل الظروف الأمنية التي تشهدها المنطقة هناك. وأضاف: «أصر المواطن على تسلم ابنته، والذهاب وحده إلى المناطق الحدودية، ونسقت السفارة مع هيئة الإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي التي تعمل على المناطق الحدودية بحكم معرفتها بالمنطقة هناك بالتعاون مع المسؤولين اللبنانيين للتنسيق بين الطرفين». وقال السفير السعودي لدى بيروت إن المواطن أصر على الذهاب إلى داخل القرى بعد وصوله إلى المنطقة الحدودية، على رغم أن السفارة أبلغته بخطورة الأوضاع الأمنية داخل القرى، وأنه بمجرد دخوله سيعرض نفسه للخطر، إلا أنه خاطر بنفسه، ودخل بمرافقة عمدة القرية (المختار)، ووقعت عملية اختطافه. وأضاف: «اتصل الخاطفون بقسم شؤون الرعايا السعوديين في السفارة بعد أيام من اختطافه، يطالبون بفدية في مقابل إطلاقه. وأكد عسيري أن السفارة تتابع القضية مع الجهات المعنية في لبنان، ولن تستجيب لمطالب الخاطفين ولا ابتزازهم، وحذّرهم من أن السفارة تحمِّلهم مسؤولية سلامة المختطف السعودي.