هاجم 7 من عناصر حركة «طالبان» الأفغانية مزودين قنابل يدوية وأسلحة رشاشة، في إطار «عمليات الربيع» التي استهلت نهاية نيسان (ابريل) الماضي، مطار العاصمة كابول، حيث استولوا على مبنيين قريبين منه قبل ان يقتلهم عناصر من وحدة خاصة في الجيش الأفغاني، إثر اشتباك استمر نحو 5 ساعات أسفر ايضاً عن جرح مدنيين. وفي كلمة القاها خلال افتتاح المنتدى حول العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي الذي ينظمه معهد «بروكينغز» في الدوحة، اعلن الرئيس الافغاني حميد كارزاي ان «الحرب على الارهاب» التي بدأت عام 2001 «لم تجلب الاستقرار»، متسائلاً اذا كانت هذه الحرب «زادت التشدد في العالم الاسلامي من باكستان وافغانستان الى مالي ونيجيريا»؟. واعتبر ان «الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة يجب ان يبرر ما نفذه امام العالم الاسلامي، فيما يجب ان يبدي المسلمون مزيداً من التسامح، خصوصاً تجاه الديانات الأخرى». وأوضح مصدر أمني افغاني ان انتحاريين فجرا نفسيهما تمهيداً لاقتحام 5 من زملائهم الذين ارتدوا زي الشرطة مبنيين قيد الانشاء في مطار كابول، اطلقوا منهما النار على طائرات مدنية وعسكرية تابعة لقوات الحلف الأطلسي (ناتو). وحتّم ذلك اغلاق المطار، وإجلاء أشخاص من المبنيين المستهدفين ومحيطهما الذي يضم سفارات، حيث فككت الشرطة عبوة ناسفة في سيارة. وأشاد الرئيس كارزاي من قطر بفاعلية رد القوات الأفغانية على الهجوم، مؤكداً انه «دليل قوي على شجاعتهم وقدرتهم على صد أي هجوم يشنه العدو، وحماية الناس وبلدهم»، في وقت يستعدون لتسلم مسؤولية الأمن بالكامل من القوات الأجنبية لدى انسحابها بحلول نهاية 2014. وأعلن «الناتو» ان جنوده ساندوا القوات الافغانية التي «قادت العملية»، علماً ان شهوداً أفادوا بأن مروحيتين من طراز «بلاك هوك» تابعتين للحلف طوقتا المنطقة لدى اطلاق الجنود الأفغان النار على المبنيين المستهدفين. وتتلقى القوات الأفغانية تدريباً من التحالف الدولي، لكن كثيرين يشككون في قدرتها على فرض السلام على المدى الطويل من دون مساعدة الغربيين. ورغم تكرار مقاتلي «طالبان» هجماتهم على كابول، الخاضعة لإجراءات أمن مشددة من قبل القوات الأفغانية والأجنبية، لكنهم يبدو انهم غير قادرين على استعادة العاصمة عسكرياً، ما يحصر اهداف عملياتهم باثبات قدرتهم على ضرب أي مكان. وعاد الهجوم الأخير ل «طالبان» في كابول الى 24 أيار (مايو)، حين نفذت عملية انتحارية اعقبتها مواجهات مسلحة لمدة 7 ساعات، وانتهت بمقتل 7 اشخاص بينهم 4 مهاجمين في مبنى المنظمة الدولية للهجرة. واستهدف هجوم آخر الشهر الماضي مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة جلال اباد (شرق)، حيث قتل أربعة اشخاص. الى ذلك، سقط 6 متمردين وجرح 18 شخصاً في هجوم استهدف مقر المجلس الإقليمي لولاية زابول (جنوب) واوضح محمد جان رسوليار نائب حاكم الولاية ان أحد المتمردين فجر نفسه داخل سيارة مفخخة قرب المقر، ما ادى الى جرح 15 مدنياً و3 شرطيين، فيما قتل المهاجمون ال 5 الآخرون برصاص الشرطة قبل ان يقتحموا المبنى. وفي ولاية غزني (شرق)، قتل جندي بولندي يدعى جان كيبورا في انفجار عبوة قرب قاعدة عسكرية لقوات بلاده، ما رفع الى 40 عدد قتلى الجنود البولنديين في أفغانستان. عملية على امدادت «الأطلسي» في باكستان، هاجم متشددون ارتدوا زي قوات حكومية بقذائف هاون واسلحة رشاشة ثلاث شاحنات إمداد تابعة للحلف الأطلسي في منطقة معبر خيبر الحدودي مع باكستان، ما أسفر عن ستة قتلى. وقال مسؤولون محليون ان «المهاجمين أحرقوا شاحنتين قبل ان يفروا، لكن شاحنة ثالثة نقلت سيارة جيب تابعة لم تصب بأضرار»، مشيرين الى ان القتلى الستة هم سائقون باكستانيون ومعاونوهم. الى ذلك، أصدرت محكمة مكافحة الإرهاب في كويتا قراراً جديداً باعتقال الرئيس السابق برويز مشرف ورئيس وزرائه شوكت عزيز وحاكم بلوشستان السابق أويس أحمد غني ومسؤول التنسيق السابق في مقاطعة ديرة بوغتي بالإقليم سماد لاسي بتهمة قتل الزعيم البلوشي أكبر بوغتي، في عملية عسكرية نفذت عام 2006. ومنع القرار اطلاق مشرف وعزيز بكفالة. وأفادت محطة «جيو» بأن فريقاً من شرطة بلوشستان توجه الى مزرعة مشرف في شاك شهزاد، حيث يخضع لإقامة جبرية، للتحقيق معه في قضية اغتيال بوغتي، بعد حصولهم على موافقة محكمة مكافحة الارهاب في روالبندي. واشارت الى ان ان التحقيق استغرق 4 ساعات غادر بعدها 5 محققين المزرعة، حيث ابلغوا الصحافيين اعتقال مشرف في القضية، علماً انه موقوف أيضاً في قضية فرض قانون الطوارئ ووضع مئات القضاة قيد الإقامة الجبرية عام 2007، وقضية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو.