«احذر ... يوجد في السيارة شيخ مسلح»، شعار من ضمن شعارات حملة أطلقها ناشطون عقب مقتل شابين في موكب عرس في صنعاء. وتسبب حفلات الأعراس قتل وجرح عشرات اليمنيين سنوياً بسبب الإطلاق العشوائي للأعيرة النارية. وهذه المرة الأولى التي يقتل فيها شابان عمداً في حادث يقول مرتكبوه إنه وقع نتيجة التباس. وكان ثلاثة مراهقين حاولوا على طريقتهم مشاركة الموكب فرحه من خلال تجاوز السيارات والاقتراب من السيارة التي تقل العروس، لكن مسلحين تابعين لوالد العروس، وهو شيخ قبلي، أطلقوا الرصاص على سيارتهم، ما أدى إلى مقتل اثنين ونجاة الثالث. وتطغى المظاهر العنيفة على طقوس الأعراس اليمنية بدءاً بإطلاق الرصاص تعبيراً عن الفرح مروراً بتزيين العريس بالسيف والبندقية والجنبية وانتهاء بموسيقى ورقصة «البرع»، وهي نمط إيقاعي حركي يعبر عن القتال وينتشر بكثرة في مناطق الشمال الجبلية مثل صنعاء وصعدة. ويرى باحثون في انتشار السلاح الذي يقدر عدده ب 60 مليون قطعة، سبباً رئيساً لارتفاع نسبة الجرائم. ووفق الإحصاءات الرسمية، فإن 80 في المئة من الجريمة الجنائية سببها العبث بالأسلحة الخفيفة وحوادث إطلاق النار العشوائي. ويخسر اليمن نحو 800 مليون دولار سنوياً بسبب سوء استخدام الأسلحة الخفيفة والعبث بها. ودأبت السلطات الأمنية على إطلاق حملات لمكافحة ظاهرة إطلاق الرصاص والمفرقعات النارية في المناسبات، إلا أن ذلك لم يحد من انتشارها. ويحتكم يمنيون كثر إلى الأعراف والتقاليد المتوارثة، وقلما يطبقون القانون. وأُعلن في محافظة إب (وسط) توقيع وثيقة شعبية تجرّم مطلقي الرصاص في الأعراس وتعاقبهم، بعد مقتل شيخ قبلي بعيار ناري في حفلة زفاف. وصارت الأعيرة النارية التي تطلق في الحفلات خطراً يهدد حياة الناس في الجو أيضاً، اذ اصيبت طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية برصاصة، فيما كانت تستعد للهبوط في مطار صنعاء حاملةً 150 راكباً. وتحوّلت حادثة قتل الشابين حسن أمان وخالد الخطيب في موكب عرس نهاية الشهر الماضي، إلى قضية رأي عام، خصوصاً بعد تردد أنباء عن مساعٍ وضغوط لتمييع القضية وتحويلها إلى صلح قبلي. ومن العادات في الأعراس اليمنية، خصوصاً في القرى، أن يخرج الضيوف وأهل العريس لإطلاق الرصاص في طقس جماعي. ووفق دراسة ميدانية أعدها أستاذ علم الاجتماع في جامعة تعز، الدكتور عبدالسلام الحكيمي، فإن من بين كل 100 أسرة هناك 60 أسرة تملك أسلحة نارية. وقتلت نهاية العام الماضي عروس عريسها عندما كانت تمازحه بالعبث بسلاحه.