لا تكاد مدينة طرابلس (شمال لبنان) تستعيد أنفاسها من فوضى الاشتباكات التي تتمدد الى احيائها الداخلية منذ اسابيع بفعل تدابير يتخذها الجيش اللبناني على الأرض، حتى يعاود المسلحون فوضاهم لأسباب غير مبررة من قبل أهالي المدينة. وتكررت هذه الحال أمس، مع إعلان ان اللبناني طلال حسون (مواليد الحويش - عكار) توفي متأثراً بجروحه التي أصيب بها في رأسه بعد اطلاق النار عليه في ساحة الدفتار في الاسواق الداخلية في طرابلس، اذ سجل انتشار عدد كبير من المسلحين في هذه الاسواق، فيما وردت انباء عن وصول فوجي المغاوير والمجوقل الى المنطقة. وسيرت وحدات من الجيش اللبناني درويات مؤللة وراجلة في مختلف ساحات واحياء طرابلس، وعممت حواجز ثابتة ونقالة لتفتيش السيارات والتدقيق في هويات المارة بحثاً عن مطلوبين، ودهم بعض المواقع والنقاط في الاسواق الداخلية لالقاء القبض على مطلوبين للعدالة». وانعكس هذا الوضع تراجعاً في الحركة في المدينة. وشهدت محاور القتال بين التبانة وشارع سورية والملولة والمنكوبين والريفا والبقار ومشروع الحريري والحارة البرانية من جهة، وجبل محسن من جهة اخرى، هدوءاً تاماً في ظل الاجراءات الامنية المتشددة التي ينفذها الجيش، في اطار الخطة الامنية التي اقرها مجلس الدفاع الاعلى والحكومة واجتماعات فاعليات طرابلس لمتابعة الوضع. وعقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً امس في دارته في طرابلس، ضم الوزيرين أحمد كرامي وفيصل كرامي، النائبين سمير الجسر ومحمد كبارة وأحمد الصفدي ممثلاً الوزير محمد الصفدي، في سياق التنسيق المستمر لمتابعة الاجراءات الكفيلة بعودة الحياة الطبيعية الى طرابلس والعمل على تسريع صرف التعويضات المترتبة لدى هيئة الإغاثة لمصلحة المتضررين. وأبدى المجتمعون بحسب بيان مقتضب صدر عنهم، «ارتياحهم للاجراءات الفاعلة والمكثفة التي يقوم بها الجيش لبسط الامن في المدينة». وأكد كرامي بعد الاجتماع، أن نتائج انتشار الجيش في المدينة «بدأت تظهر، وهناك إيجابيات، والأهالي يتجاوبون مع الجيش والأجهزة الأمنية، ويجب أن تكون الإجتماعات متواصلة». وعن كيفية معالجة الأمور داخل الأسواق، خصوصاً بعد سقوط قتيل من آل حسون، قال كرامي: «الجيش موجود الآن في هذه الأسواق، وسيطبق القانون خصوصاً أن الناس تريد التخلص من الوضع الشاذ الموجود في المدينة»، معتبراً «اننا نعيش الآن نزيفاً حاداً، والمطلوب وقفه، بعدها يمكن معالجة مواضيع أخرى على البارد». وكان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل اكد في تصريح لاذاعة «صوت لبنان»، ان «الجيش وضع مخططاً للمدينة ولن يتراجع عنه مهما كلف الأمر وليتحمل المسؤولية من يقف بوجهه».