عاد الهدوء الحذر ليخيم على محاور الاشتباكات في طرابلس، شمال لبنان أمس، بعدما كانت شهدت ليل أول من امس جولة من الاشتباكات العنيفة، إذ دوت أصوات القذائف والأسلحة المتوسطة في أحياء المدينة والمناطق المجاورة، واشتدت حدتها بعيد منتصف الليل. وحصل تبادل لإطلاق النار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية على كل المحاور بين التبانة وجبل محسن، لا سيما محور الملولة، المنكوبين، والريفا من جهة، وبين جبل محسن من جهة أخرى. وردّ الجيش اللبناني على مصادر النيران في محاولات لإسكاتها، فيما كانت تسمع أصوات تحركات آلياته المؤللة في مختلف أنحاء المدينة. وأعلن مسؤول الإعلام في «الحزب العربي الديموقراطي» في جبل محسن عبد اللطيف صالح، أنه بعيد منتصف ليل أول من امس دخل الجيش اللبناني إلى جبل محسن عبر محاور البقار، مشروع الحريري والشعراني، لتنفيذ خطة انتشار داخل الجبل والمناطق الملتهبة، ومنها سيتجه إلى منطقة الريفا المجاورة لثكنة الجيش في القبة، حيث يستكمل الانتشار. ولفت إلى أن الخطة «تقضي بدخول الجيش إلى المناطق الساخنة بدءاً من طلعة العمري وشارع سورية وبعل الدراويش وأحياء التبانة كافة، وطلعة الشيخ عمران والملولة والمنكوبين، حيث كانت المعارك محتدمة في هذه المناطق». ومنذ فجر أمس، غابت أصوات القذائف والرصاص من محاور الاشتباكات، فيما بقيت حركة المرور خجولة وشبه مشلولة وتحديداً على الطريق الدولية طرابلس - البداوي - عكار - الحدود السورية، في حين استكمل الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية في المناطق التي شهدت الاشتباكات، ونفذ الجيش انتشاراً واسعاً في جبل محسن وعند الخط الفاصل في شارع سورية، وسيّر دوريات مؤللة في مختلف الشوراع وأقام حواجز ثابتة للتدقيق في هويات المارة، كما أُعيد فتح الطرق التي كانت أُغلقت بسبب أعمال القنص. في السياق، شيعت قيادة الجيش وبلدة كوثرية الرز أمس الجندي وسام الدياب، الذي استشهد يوم الجمعة الماضي خلال مشاركته في مهمة حفظ الأمن في طرابلس. وألقى العقيد عدنان عزالدين ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، كلمة اكد فيها ان«دماء الشهيد الطاهرة التي أهرقت في سبيل لبنان لن تذهب هدراً، فالجيش لن يهدأ له بال حتى توقيف القتلة المجرمين وتقديمهم الى العدالة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم».