علمت «الحياة» أن اتفاقاً مبدئياً أُبرم بين المرشحَين المعتدل حسن روحاني والإصلاحي محمد رضا عارف، لدعم أحدهما في انتخابات الرئاسة المقررة الجمعة المقبل، فيما يكون الآخر نائباً له. وثمة بحث في ترتيبات الاتفاق الذي أشارت مصادر إلى انه سيُعلن غداً. وأضافت أن الرئيسين السابقين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني سيجتمعان اليوم، لدرس اتفاق روحاني – عارف، قبل أن يقررا آليات مساندة هذا الائتلاف، لتأمين نيله نسبة أصوات مرتفعة. في غضون ذلك، كشفت المناظرة التلفزيونية الثالثة بين المرشحين الثمانية للانتخابات، عن تباينات بين المسؤولين الإيرانيين حول آلية إدارة الملف النووي وقضايا متصلة بالسياسة الخارجية. واتهم المرشح علي اكبر ولايتي الرئيس محمود احمدي نجاد بإحباط اتفاق وشيك بين المفاوض الإيراني آنذاك علي لاريجاني والمنسق السابق للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، يتيح لطهران نصب عدد محدد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، بسبب رغبة نجاد في ألا يُسجّل إنجازاً مشابهاً في خانة لاريجاني الذي لم يكن يمثّله في المحادثات. وانتقد ولايتي آلية المرشح سعيد جليلي، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، في المفاوضات مع الدول الست المعنية بالملف النووي، معتبراً أنها لم تؤد إلى نتائج إيجابية. وقال: «المفاوضات الآن إشكالية. لو لم تكن هذه الحالة، لما كنا في هذا الوضع. فن الديبلوماسية هو إنقاذ حقنا في النووي، والحدّ من العقوبات في الوقت ذاته». وأشار إلى رفض جليلي اقتراحات الدول الست، خلال جولتي المحادثات الأخيرتين، متبنّياً منطق «كل شيء أو لا شيء». لكن الأخير حمّل الدول الست مسؤولية الفشل. وانتقد ولايتي السياسة الخارجية لنجاد، إذ أفشلت برأيه جهوداً كادت تؤدي إلى زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طهران، بعدما التقى ولايتي في قصر الاليزيه. أما المرشح حسن روحاني الذي قاد المفاوضات النووية خلال عهدي رفسنجاني وخاتمي، فاتهم المرشح محسن رضائي بتأييد خيار إحالة الملف النووي على مجلس الأمن، بدل إبقائه لدى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتميّز روحاني عن بقية المرشحين، في تعاطيه مع الملفات الخارجية والداخلية، ودافع عن سياسته فيها، كما عَكَسَ ولايتي خلفية وخبرة سياسيتين اكتسبهما خلال توليه حقيبة الخارجية، عكس جليلي الذي لم يستطع الظهور بمظهر السياسي الممسك بالملف النووي، والذي يُعدّ من اهم واخطر الملفات الإيرانية، كما عكس ضعفاً واضحاً في الخطاب والأداء السياسيين. ودافع نجاد عن أداء حكومته في الملف النووي، لكنه أبى الدخول في سجال سياسي في هذا الصدد، متهماً شخصيات لم يذكرها بأنها كانت «طابوراً خامساً» في البلاد خلال الحرب مع العراق (1980-1988)، «لكنها الآن تدعي الثورية». واعتبر أن «بسطاء يريدون تسفيه الحكومة»، مكرراً أن برنامجه الاقتصادي أصبح «مثالاً يُحتذى» لدى دول كثيرة. أما وزير الخارجية علي اكبر صالحي فأكد أن «الخطوط العريضة لسياسة إيران في الملف النووي لن تتغير»، معتبراً أن تصريحات المرشحين في هذا الصدد «تعبّر عن انطباعاتهم فقط». إلى ذلك، حذر رجل الدين المتشدد أحمد علم الهدى من أن «مَن لن يشارك في الانتخابات سيدخل حتماً إلى جهنم».