يعتقد مراقبون لبرامج المرشحين الثمانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في 14 الشهر الجاري، بأن الناخب سيجد صعوبة في تقويم تلك البرامج، بسبب تقاربها، ما يجعله يميل لا إلى الاطلاع عليها، بل الاعتماد على ذاكرته، استناداً إلى انتماء هذا المرشح أو ذاك. فالمرشحون يتحدثون عن معالجة المشكلات الاقتصادية، مثل التضخم والبطالة والغلاء وتثبيت العملة، لكن أياً منهم لا يقدّم حلولاً منطقية وعلمية. سياسياً، لم يسمع الناخب عن آلية واضحة لتسوية الملف النووي، ولا عن برنامج لمعاودة العلاقات مع المجتمع الدولي أو دول إقليمية. ما يسمعه لا يتجاوز شعارات تخلو من إثارة إعلامية. ويسود اعتقاد بأن المرشح سعيد جليلي، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، وأنصاره هم اكثر وضوحاً وشفافية من غيرهم، لجهة التزامهم النهج السائد الآن، سواء داخلياً أو خارجياً. وأشاد حسين الله كرم، رئيس لجنة التنسيق التابعة لمجموعة «حزب الله»، بثقافة جليلي، معتبراً أنه «يؤمن بولاية الفقيه ولا يرغب في مهادنة الأعداء، عكس بقية المرشحين الذين يريدون مهادنة الولاياتالمتحدة». ونأى جليلي عن مسار الرئيس محمود أحمدي نجاد، نافياً تصريحات في هذا الصدد أدلى بها داود أحمدي نجاد، شقيق الرئيس الإيراني. في غضون ذلك، أعلن المرشح الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل أن «الائتلاف الثلاثي» الذي يضمه إلى رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وعلي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية علي خامنئي، لن يقف مكتوف الأيدي إزاء تحالف محتمل بين المرشحَين حسن روحاني ومحمد رضا عارف، تتعزّز معلومات عن قرب التوصل إليه، استجابة لرغبة الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي. لكن وكالة أنباء «مهر» نقلت عن عارف إنه سيبقى في السباق الانتخابي «حتى النهاية». وحظي حسن روحاني باستقبال حافل أمس، في مدينة الأهواز عاصمة محافظة خوزستان ذات الغالبية العربية، إذ هتف حاضرون بشعارات مؤيدة لخاتمي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني. وانتقد روحاني الذي قاد وفد بلاده في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حول الملف النووي الإيراني، بين عامي 2003 و2005، تصريحاً لعلي باقرين مدير الحملة الانتخابية لجليلي، أفاد بأن روحاني عمِل عكس تعليمات المرشد، متسائلاً: «هل يمكن لجليلي الذي يقود المحادثات الآن (مع الدول الست المعنية بهذا الملف)، العمل عكس ما يوصي به المرشد»؟ وشدد على التزام كل المفاوضين، تعليمات خامنئي في الملف النووي. وتشير مصادر إلى أن «جمعية العلماء المناضلين» في طهران و «جمعية التدريسيين» في مدينة قم، سيحسمان موقفيهما إزاء مرشحي «الائتلاف الثلاثي»، لمصلحة ولايتي، إذا حصل ائتلاف بين روحاني وعارف. لكن وكالة أنباء «فارس» نقلت عن ولايتي نفيه علمه بذلك، قائلاً: «ننتظر رأي الجمعيتين، وسيتم اعتماد ما يقررانه. قرارهما يبعث على الثقة والاطمئنان، والعلماء هم أهم مرجعية بالنسبة إلينا».