قتل عشرة زوار إيرانيين وأصيب ثلاثون بينهم عشر نساء، في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حافلة قرب بعقوبة، شمال شرقي بغداد، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وتحدثت حصيلة سابقة عن مقتل ستة وجرح 23 في الانفجار ذاته. وقال ضابط شرطة برتبة مقدم، إن «عشرة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثون بينهم عشر نساء في انفجار سيارة مفخخة استهدف حافلة تقل زواراً إيرانيين». وأضاف أن «جميع القتلى والجرحى زوار إيرانيون كانوا في طريقهم إلى النجف»، جنوب بغداد. ووقع الهجوم حوالى منتصف النهار في منطقة الهارونية وسط المقدادية، وأكد طبيب في مستشفى بعقوبة العام تلقي جثث عشرة أشخاص ومعالجة ثلاثين. وفيما تعالت الأصوات المنددة بخطف مواطنين وقتلهم بين الأنبار وكربلاء، طالب برلمانيون بإعادة نشر القوات العراقية على الطريق الدولي وتعزيز حرس الحدود. وأكد مصدر في الشرطة الاتحادية في تصريح إلى «الحياة» ارتفاع حصيلة هجوم إلى 7 قتلى و14 مصاباً، وأوضح أن «الهجوم كان جزءاً من خطة لاقتحام معسكر للشرطة، حيث أعقب التفجير اندفاع مجموعة مسلحة تستخدم أسلحة رشاشة باتجاه البوابة الرئيسية تصدى لها عناصرنا بشجاعة ومنعوها من التقدم». إلى ذلك، أكدت قيادة عمليات دجلة نجاة مدير ناحية السعدية من محاولة اغتيال فاشلة هي الثالثة من نوعها منذ توليه منصبه. وأوضح الناطق باسم عمليات دجلة المقدم غالب عطية الكرخي في تصريح إلى «الحياة»، أن «عبوة ناسفة انفجرت أثناء مرور موكب قائمقام ناحية السعدية أحمد الزركوشي، ما أدى إلى إصابته ونجله في منطقة رمضان التابعة لقضاء خانقين». وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية فرضت طوقاً على مكان الهجوم وشنت عملية أمنية لملاحقة المنفذين». وكان مسلحون من عشائر خانقين انتشروا في القضاء على خلفية محاولة اغتيال تعرض لها شيخ عشيرة كردي، وسط مطالبة وزارة الداخلية المركزية «البيشمركة» بسحب قواتها من المناطق التابعة لإدارتها في صلاح الدين وديالى. وتوالت ردود الفعل المنددة بخطف مجموعة من المواطنين بين الأنبار وكربلاء. وقال الشيخ محمد البجاري، وهو الناطق باسم ساحة الاعتصام في الفلوجة في بيان امس، إن «هؤلاء الإرهابين تناسوا أن العراقيين واحد ودمهم واحد، وتراهم يراهنون على جر الشعب العراقي إلى حرب تحرق الأخضر واليابس». وأضاف: «نقول لمن سولت لهم أنفسهم هذا الحقد الدفين، إن الله فوقكم يا طائفيون، ولن ننجر إلى الحرب الطائفية. بفضل شيوخنا وعلمائنا ومراجعنا وأهل الحكمة لن ينخدع الشعب بهذه الأفعال». وكان مسلحون مجهولون قيل إنهم يرتدون الزي العسكري، نصبوا الأربعاء الفائت حاجزاً وهمياً في منطقة النخيب التابعة لمحافظة الأنبار، على الطريق باتجاه كربلاء، وأوقفوا ثلاث سيارات وقتلوا 15 عراقياً كانوا يستقلونها، غالبيتهم من عتاصر شرطة الحدود. وحذر النائب حيدر الملا، الناطق باسم «جبهة الحوار الوطني» في بيان، من «توظيف الحادث طائفياً»، واعتبر «استمرار مسلسل قطع الطرق وقتل المواطنين الأبرياء مسألة في غاية الخطورة». وشدد على «ضرورة مكافحتها ووضع حد لها بشكل نهائي وفوري». وقلل من أهمية «العمليات الأمنية الواسعة التي تقوم بها قوات الجيش». ولفت الملا إلى أن «المجموعات الإرهابية تتحرك وفق خطط مدروسة تستطيع من خلالها تنفيذ عملياتها الإجرامية والإفلات من قبضة القوات الأمنية، والدليل على ذلك تكرار مثل هذه العمليات». وانتقد الخطط التي يتم تنفيذها على الأرض وتوظيف الموارد البشرية والمادية، مشيراً إلى أن «المدن العراقية متخمة بالشرطة الاتحادية والمحلية وقوات الطوارئ إضافة إلى عناصر الأمن الوطني والمخابرات وتشكيلات واسعة لوزارة الداخلية وليس هناك من داع لوجود عناصر الجيش فيها». وزاد أن «الافواج العسكرية تصر على إمساك المدن أو الأماكن القريبة منها تاركة الطرق الخارجية والمناطق الخالية والحدودية للجماعات المسلحة تعبث بها قتلاً وسلباً ونهباً». ودعا إلى «إعادة نشر هذه القوات على الطرقات الدولية التي تربط العراق بالدول الأخرى، وأيضاً تلك البرية بين المحافظات المتباعدة». وقال النائب إسكندر وتوت، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، إن «التجهيزات الأمنية لقوات حرس الحدود بسيطة مقارنة بتجهيزات الجماعات المسلحة التي تحاول التسلل من الحدود العراقية السورية وإليها»، وكشف إن «قوات حرس الحدود غير قادرة على ضبطها ومنع التسلل والتهريب إلا بمساعدة طيران الجيش، من خلال تكثيف الطلعات الجوية بواسطة طائرات الهليكوبتر، كونها قادرة على الحد من نشاط المهربين والمتسللين».