يبدو أن النازحين إلى مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراقي، هم الأوفر حظاً من أقرانهم في باقي المناطق في الحصول على لقاحات لأطفالهم. فما إن تجوّل مدير دائرة الصحة في المدينة في عدد من مخيمات النازحين حتى بادر قاطنوها إلى طلب مستلزمات صحية، من بينها لقاحات الأطفال. وآخر النازحين الذين طالبوا بها هم النازحون من مدينة عين العرب (كوباني) في سورية، الذين وصلت الدفعة الأولى منهم قبل أيام، بعدما حاصر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» المدينة وبدأ بقصفها. فوعدهم مدير الصحة بأخذ مطالبهم في الاعتبار، على غرار ما فعله مع باقي النازحين. وحصلت دفعات النازحين من سورية منذ أن وفدوا وأقاموا في مخيّمات مدينة دهوك وأشهرها مخيّم دوميز، والسليمانية وأكبرها مخيّم عربت، على لقاحات لأطفالهم من جهات حكومية ومنظمات دولية. أما العرب النازحون إلى السليمانية فهم مشمولون أيضاً باللقاحات تبعاً للرقعة الجغرافية التي يوجدون فيها. وقد تمكنوا من تلقيح أطفالهم في المراكز الصحية الموجودة في أماكن سكنهم من دون أي تمييز عن باقي السكان. وعلى رغم أن الأمر أدى إلى طلب متزايد على لقاحات الأطفال، لكن المعنيين قسّموا اللقاحات على الجميع وفق جدول زمني محدد، لا سيما أن الضغوط كانت كبيرة على مديريات الصحة في المدن التي نزح إليها سكان الموصل والأنبار وتكريت وديالى. أما اللقاحات التي يزوّد بها الأطفال في سن المدرسة والتي توفّرها فرق طبية متخصصة، فهي مؤجلة حتى إيجاد مدارس للنازحين الجدد الذين وفدوا إلى المدينة بعد أحداث حزيران (يونيو) الماضي. ودخولهم المدرسة مرتبط بقرار حكومة بغداد استئجار أبنية وتجهيزها كمدارس للنازحين، على غرار ما تمّ في إربيل وكربلاء والنجف ومدن أخرى احتضنت نازحين من مناطق ساخنة أمنياً. وكان للمجتمع المدني الفاعل في السليمانية دور كبير في تأمين اللقاحات والأدوية من الدوائر الصحية الحكومية، بعكس ما شهدته المحافظات الجنوبية حيث كان تحرك المنظمات المدنية محدوداً، فيما حصل النازحون على معظم حاجاتهم من الغذاء والكساء من أطراف حكومية وحوزات دينية. يذكر أن التلقيح غالباً ما يتم في العراق من خلال حملات جماعية تقوم بها وزارتا الصحة في بغداد وإقليم كردستان. وأحياناً، تخاطب وزارة الصحة في كردستان نظيرتها في بغداد لتحمُّل مسؤولية النازحين العرب الذين وفدوا من المناطق الواقعة تحت سيطرة «داعش». فهم وفق رأي الوزارة في الإقليم يقعون ضمن مسؤولية وزارة الصحة في بغداد، وهي تساعدهم في شكل بطيء.