«بسركفي.. بسركفي.. سروك برزاني سركفي» هذه كانت العبارات الأولى التي سمعناها من أغنية في حفلة زواج شاب نازح من القامشلي، ومقيم في مخيّم «دوميز» القريب من مدينة دهوك العراقية، من شابة نازحة (هي أيضاً) من القامشلي لكنها من مخيم «كوركوسك» القريب من أربيل. ووفق جمهور الحفلة فإنّ العروسين عقدا قرانهما في جو من الصمت العائلي وان كانا حرصا على جلب الحلوى بعد قراءة الفاتحة. «عقد القران في الغربة يختلف عن عقده في مناطقنا» هذا ما قاله ابو جوان الذي حضر الحفلة من دون دعوة رسميّة، والذي لم يقتصر كلامه على التعليق على الحفلة، فسرعان ما بدأ يتحدث عن الغربة والخوف من الشتاء والأمطار، وقال: «انا هنا لكن اقسم بأني ما زلت أفكر بما قاله لي ابني: بابا ان المدرسين هنا ليسوا كالمدرسين في القامشلي». وتابع: «منذ فترة ونحن نتحدث عن غياب الكفاءة لدى المعلمين في المدرسة بالمخيّم، الكثير منهم لا يفقهون اسلوب التدريس وهم ليسوا بمعلمين أساساً». وزاد: «ننتظر ان نعود إلى بلدنا ربما هو الوحيد القادر على ان يعيد ليس المعلمين فحسب انّما الحياة بمجملها». وكان الشيخ (ملا المخيم) الشاهد على الزواج أصرّ على ان يكون الزواج طبيعياً أي ان يحظى برضا والديّ العروسين، وأضاف: «أصررت أن نتصل بوالد العريس الذي لم يترك بيته في القامشلي واقتصر الحضور من طرف العريس فقط عاى بعض أصدقائه وأقربائه في حين دعت عائلة العروس جيرانها» وتابع الشيخ: «لقد سمعت موافقة والد العريس بأذني وقرأنا الفاتحة...». ويشكل عدد الاكراد السوريين النازحين الى اقليم كُردستان العراق (225 الفاً)، وهم يستقرون في مخيم «دوميز» بدهوك اضافة إلى أربعة مخيمات في اربيل ومخيم في السليمانية. تجدر الاشارة الى ان عدد النازحين في كوركوسك يقارب ال15 ألفاً، ويقيمون في 3500 خيمة تقريباً، والمخيم فتح منتصف شهر آب (أغسطس) المنصرم 2013 مع موجة النزوح الجماعي خلال الصيف والمخيّم شهد في الشهر الاخير تراجعاً في عدد ساكنيه بسبب عودة البعض إلى بلدانهم. ويقول أحمد عليّ، وهو من ديريك (المالكيّة بعد تعريب النظام السوري لمعظم اسماء القرى والبلدات الكُرديّة السوريّة) والواقعة في المثلث الحدودي التركي - العراقي - السوري «جئنا إلى هنا ليس لأن مدننا تقصف بالطائرات لكن بعد تدهور الاوضاع الاقتصاديّة والامنيّة للبحث عن فرص للعيش». فيما يرى بافي سردار ان «تدبير الإقامة في المخيم يحتاج إلى تقديمات خصوصاً أننا جئنا بأعداد كبيرة ولا ألوم حكومة الاقليم، فانها قدمت لنا ما بوسعها». وتشرف على شؤون اللاجئين في مخيّم «كوركوسك» الاممالمتحدة من خلال منظمات اجنبية إلى جانب حكومة الاقليم فتتولى قائمقامية قضاء خبات بأربيل بالإضافة الى الاسايش وقوات البيشمركة (زيرفاني) شؤون الإغاثة والتعليم.